فواللهِ، لئن أذِن لأضَعَنَّ فيك السلاحَ. وإنّه مَرِض، فأرسَل إلى نبيِّ الله - صلى الله عليه وسلم - يَدْعُوه، فدَعا بقميصِه، فقال عمرُ: واللهِ، ما هو بأهلٍ أن تأتيَه. قال: «بلى». فأتاه، فقال: «أهْلَكَتْكَ مُوادَّتُك اليهودَ». قال: إنما دَعَوْتُك لِتستَغْفرَ لي، ولم أدْعُك لتُؤَنِّبَني. قال: أعْطِني قميصَك لأُكَفَّنَ فيه. فأعْطاه، ونَفَث في جلده، ونزَل في قبره؛ فأنزَل الله: {ولا تصلِّ على أحدٍ منهُم ماتَ أبدًا} الآية (¬١). (٧/ ٤٧٩)
٣٣٢٠٩ - قال مقاتل بن سليمان: طَلَب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يُصَلِّي على أبيه، فأراد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أن يفعل؛ فنزلت فيه: {ولا تُصَلِّ عَلى أحَدٍ مِنهُمْ} يعني: من المنافقين {ماتَ أبَدًا ولا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ إنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ} يعنى: بتوحيد الله، {و} كفروا بـ {رَسُولِهِ} بأنّه ليس برسول، {وماتُوا وهُمْ فاسِقُونَ}. فانصرف النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فلم يُصَلِّ عليه، وأمر أصحابه فصَلوا عليه (¬٢). (ز)
آثار متعلقة بالآية:
٣٣٢١٠ - عن جابر بن عبد الله، قال: لما كان يوم بدر أُتي بأسارى، وأُتي بالعباس ولم يكن عليه ثوبٌ، فنظر النبي - صلى الله عليه وسلم - له قميصًا، فوجدوا قميص عبد الله بن أُبَيّ يَقْدِرُ (¬٣) عليه، فكساه النبي - صلى الله عليه وسلم - إياه، فلذلك نزع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قميصه الذي ألبسه. قال ابن عيينة: كانت له عند النبي - صلى الله عليه وسلم - يد فأحب أن يكافئه (¬٤). (ز)
{وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (٨٥)}
نزول الآية:
٣٣٢١١ - عن قتادة بن دعامة، قال: وقَفَ نبيُّ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - على عبد الله بن أُبَيٍّ، فدَعاه، فأغْلَظ له، وتناوَل لحية النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال أبو أيوب: كُفَّ يَدَك عن لحية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فواللهِ، لَئِن أذِن لأضَعَنَّ فيك السلاحَ. وإنّه مَرِض، فأرسَل إلى نبيِّ الله - صلى الله عليه وسلم - يَدْعُوه، فدَعا بقميصِه، فقال عمرُ: واللهِ، ما هو بأهلٍ أن تأتيَه. قال: «بلى». فأتاه، فقال:
---------------
(¬١) عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(¬٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ١٨٨.
(¬٣) قَدَرْتُ عليه الثوب قَدْرًا فانْقَدَر، أي: جاء على المِقدار. لسان العرب (قدر).
(¬٤) أخرجه البخاري ٤/ ٦٠ (٣٠٠٨).