كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 10)

لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم}، قال: المنافقون (¬١). (ز)

٣٣٣١٥ - عن موسى بن عبد العزيز، قال: سألتُ الحكمَ، قلتُ: قوله: {سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس}. قال: حدثني عكرمة، قال: قال محاش بن عُوَيْمِر (¬٢): إن كانوا هم أرجاسًا فنحنُ أشَرُّ مِن الحمير. ففيهم نزلت هذه الآية، فسأله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما قلتَ؟». فقال: لم أقل شيئًا. فسأله، فقال: «ما قلتَ شيئًا؟». فقال: لا جرم، كيف لا أعترف وقد جاء بها جبريلُ - عليه السلام - مِن السماء؟! (¬٣). (ز)

٣٣٣١٦ - قال مقاتل بن سليمان: {سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إذا انْقَلَبْتُمْ} يعني: إذا رجعتم {إلَيْهِمْ} إلى المدينة؛ {لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ} في التَّخَلُّف، {فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إنَّهُمْ رِجْسٌ وماواهُمْ جَهَنَّمُ جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ} فحلف منهم بضع وثمانون رجلًا، منهم جَدُّ بن قيس، ومُعَتِّب بن قُشَير، وأبو لبابة، وأصحابه (¬٤). (ز)
تفسير الآية:

{فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (٩٥)}
٣٣٣١٧ - عن الضحاك بن مزاحم، في قوله: {لِتُعرِضُوا عنهم}، يقول: لِتَتَجاوَزُوا عنهم (¬٥). (٧/ ٤٩٠)

٣٣٣١٨ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قوله: {سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس}، قال: لَمّا خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - خَلَّف عَلِيًّا بعده، ولم يخرج به معه، فخاض الناسُ فقالوا: إنّما خَلَّفه لِسُخْطِه [عليه]. فأدركه عليٌّ في الطريق، فأخبره بما قال المنافقون، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لِعَلِيٍّ: «إنّ موسى لَمّا ذهب إلى ربِّه استخلف هارون، وإنِّي أسْتَخْلِفُك بعدي، أفَما ترضى أن تكون مِنِّي كمنزلة هارون من موسى؟ إلّا أنّه لا نَبِيَّ بعدي». قال: بلى، يا رسول الله. فلمّا رجع استقبله عليٌّ، فأردفه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - خَلْفَه، وقال: لعن اللهُ المنافقين
---------------
(¬١) أخرجه ابن أبي حاتم ٦/ ١٨٦٥.
(¬٢) كذا في المطبوع، وكأنه تصحيف، والمعروف مَخشِيُّ بن حُمَيِّرٍ.
(¬٣) أخرجه ابن أبي حاتم ٦/ ١٨٦٥ (١٠٢٠٦).
(¬٤) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ١٩٠ - ١٩١.
(¬٥) عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.

الصفحة 590