كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 10)

والمُخالفين. فدخل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - المدينةَ وعليٌّ قائِمٌ خلفَه يلعن المنافقين، وقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - للمؤمنين: «لا تُكَلِّموهم، ولا تُجالِسوهم، فأعرِضُوا عنهم كما أمركم الله - عز وجل -» (¬١). (ز)


{يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (٩٦)}
٣٣٣١٩ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- قوله: {يحلفون لكم لترضوا} إلى قوله: {الفاسقين}، قال: في المنافقين (¬٢). (ز)

٣٣٣٢٠ - قال مقاتل بن سليمان: {يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ} وذلك أنّ عبد الله بن أُبَيٍّ حَلَف للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - باللهِ الذي لا إله إلا هو: لا نَتَخَلَّفُ عنك، ولَنَكُونَنَّ معك على عدوِّك. وطَلَب إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بأن يرضى عنه وأصحابه، يقول اللهُ: {فَإنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ} يعني: عن المنافقين المُتَخَلِّفين؛ {فَإنَّ اللَّهَ لا يَرْضى عَنِ القَوْمِ الفاسِقِينَ} يعني: العاصين. وقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - حين قَدِموا المدينة: «لا تُجالِسوهم، ولا تُكَلِّموهم» (¬٣). (ز)


{الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٩٧)}
نزول الآية:
٣٣٣٢١ - عن محمد بن السائب الكلبي، في الآية: أنّها أُنزِلت في أسد، وغطفان (¬٤). (٧/ ٤٩١)

تفسير الآية:
٣٣٣٢٢ - عن الضحاك بن مزاحم، {الأعراب أشد كفرًا ونفاقًا} قال: مِن منافقى المدينة، {وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله} يعني: الفرائض، وما أمر به من الجهاد (¬٥). (٧/ ٤٩٠)
---------------
(¬١) أخرجه ابن أبي حاتم ٦/ ١٨٦٥ (١٠٢٠٧) من مرسل السدي.
(¬٢) تفسير مجاهد ص ٣٧٣، وأخرجه ابن أبي حاتم ٦/ ١٨٦٦.
(¬٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ١٩١.
(¬٤) عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(¬٥) عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.

الصفحة 591