كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 10)

هو يقبل التوبة عن عباده} الآية (¬١) [٣٠٤٥]. (٧/ ٥١٩)

تفسير الآية:

{أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ}

٣٣٤٨١ - عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «والذي نفسي بيده، ما مِن عبدٍ يَتَصَدَّق بصدقة طَيِّبة مِن كسب طيِّب -ولا يقبل الله إلا طيِّبًا، ولا يصعد إلى السماء إلا طيِّبٌ-، فيضعها في حقٍّ؛ إلا كانت كأنما يضعها في يد الرحمن، فيُربِّيها له كما يُرَبِّي أحدُكم فَلُوَّهُ (¬٢) أو فَصِيلَهُ (¬٣)، حتى إنّ اللُّقمة أو التمرة لتأتي يوم القيامة مثل الجبل العظيم». وتصديقُ ذلك في كتاب الله: {ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات} (¬٤). (٧/ ٥١٩)
٣٣٤٨٢ - عن عبد الله بن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تصدَّقوا؛ فإنّ أحدَكم يُعطي اللُّقمة أو الشيء فتقع في يد الله - عز وجل - قبل أن تقع في يد السائل -ثم تلا هذه الآية: {ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات} - فيُرَبِّيها كما يُرَبِّي أحدُكم مُهْرَه أو فَصِيلَه، فيُوَفِّيها إيّاه يوم القيامة» (¬٥). (٧/ ٥٢٠)
---------------
[٣٠٤٥] ذكر ابنُ عطية (٤/ ٤٠٢) أنّ ابن جرير قال في هذه الآية: «المراد بها: الذين اعتذروا من المُتَخَلِّفين، وتابوا». ثم علّق ابنُ عطية قائلًا: «والظاهر أن المراد بها: الذين اعتذروا ولم يتوبوا، وهم المُتَوَعَّدون، وهم الذين في ضمير قوله: {ألم يعلموا} إلّا على الاحتمال الثاني مِن أنّ الآيات كلها في الذين خلطوا عملا صالحًا وآخر سيئًا».
_________
(¬١) أخرجه ابن جرير ١١/ ٦٦٤ - ٦٦٥، وابن أبي حاتم ٦/ ١٨٧٦ من طريق أصبغ. وعزاه السيوطي إليهما بلفظ: فأنزل الله.
(¬٢) الفَلُوّ: المُهْرُ الصغير. وقيل: هو الفَطِيم من أولاد ذوات الحافر. النهاية (فلا).
(¬٣) الفَصِيل: ما فُصل عن أمه من أولاد الإبل. وأكثر ما يُطلق في الإبل، وقد يُقال في البقر. النهاية (فصل).
(¬٤) أخرجه الحميدي في مسنده ٢/ ٢٨٨ (١١٨٨). وأورده الثعلبي ٥/ ٩١. وأخرجه البخاري ٢/ ١٠٨ (١٤١٠)، ٩/ ١٢٦ (٧٤٣٠)، ومسلم ٢/ ٧٠٢ (١٠١٤) دون ذكر الآية.
(¬٥) أخرجه ابن المقرئ في معجمه ص ٣٠٢ - ٣٠٣ (٩٧٣)، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال ص ١١٣ (٣٨٠) واللفظ له.
إسناده ضعيف جِدًّا؛ فيه عطاء بن عجلان الحنفي، قال عنه ابن حجر في التقريب (٤٥٩٤): «متروك، بل أطلق عليه ابن معين والفلاس وغيرهما الكذب».

الصفحة 625