يعذبهم وإما يتوب عليهم}: وهم الثلاثة الذين خُلِّفوا، وأرجأ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أمرَهم حتى أتَتْهم توبتُهم مِن الله (¬١). (ز)
٣٣٥١٢ - قال مقاتل بن سليمان: {إمّا يُعَذِّبُهُمْ وإمّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ} فيُتَجاوز عنهم، {واللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (¬٢). (ز)
النسخ في الآية:
٣٣٥١٣ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: {إما يعذبهم}، يقول: يُمِيتُهم على معصيتهم، وإمّا يتوب عليهم، فأَرْجَأَ أمرَهم، ولم يذكرهم بتوبةٍ حين تاب على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، ونسَخَها فقال: {وعلى الثلاثة الذين خلفوا} الآية [التوبة: ١١٨] (¬٣). (ز)
٣٣٥١٤ - عن إسماعيل السُّدِّيّ، في قوله: {إمّا يُعَذِبُهُم} يقول: يُمِيتُهم على معصية، {وإمّا يتوب عليهم} فأَرْجَأَ أمرَهم، ثم نسخها فقال: {وعلى الثلاثة الذين خلفوا} [التوبة: ١١٨] (¬٤). (٧/ ٥٢٢)
{وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (١٠٧)}
نزول الآية:
٣٣٥١٥ - عن أبي رُهْمٍ كُلثوم بن الحُصين الغِفاري -وكان مِن الصحابة الذين بايعوا تحت الشجرة-، قال: أقبل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حتى نزل بذي أوان، بينه وبين المدينة ساعة من نهار، وكان من مسجد ضرار (¬٥) قد أتَوه وهو يتجهز إلى تبوك، فقالوا: يا رسول الله، إنّا بنينا مسجدًا لذى العِلَّةِ والحاجة واللَّيْلَة الشّاتية واللَّيْلَة المَطِيرة، وإنّا نُحِبُّ أن تأتينا فتُصَلِّي لنا فيه. قال: «إنِّي على جَناح سفر، ولو قدِمنا -إن شاء الله- أتَيناكم، فصَلَّيْنا لكم فيه». فلمّا نزل بذى أوانٍ أتاه خبر المسجد، فدعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مالكَ بنَ الدُّخْشُم أخا بني سالم بن عوف، ومَعْنَ بن عَدِيٍّ أو أخاه عاصم بن عَدِيِّ
---------------
(¬١) أخرجه ابن جرير ١١/ ٦٧٢، وابن أبي حاتم ٦/ ١٨٧٨.
(¬٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ١٩٥.
(¬٣) أخرجه ابن أبي حاتم ٦/ ١٨٧٨.
(¬٤) عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ، وابن أبي حاتم.
(¬٥) في سيرة ابن هشام: أصحاب مسجد الضرار.