كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 10)

{كما ربيانى صغيرًا} [الإسراء: ٢٣]، قال: ثم استثنى، فقال: {ما كان للنبى والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} إلى قوله: {عن موعدة وعدها إياه} (¬١). (٧/ ٥٥٩)

٣٣٧٨١ - قال قتادة بن دعامة، في قوله: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين}: كان أُنزِل في سورة بني إسرائيل: {وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا} [الإسراء: ٢٣]، ثم أنزل في هذه الآية: {ما كان للنبي والذين آمنوا} الآية، فلا ينبغي للمسلم أن يستغفر لوالديه إذا كانا مُشْرِكَيْن، ولا أن يقول: ربِّ، ارحمهما (¬٢). (ز)

٣٣٧٨٢ - عن زيد بن أسلم -من طريق القاسم- أنّه قال: وقال في سورة بني إسرائيل: {رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيرًا} [الإسراء: ٢٤]، ثم نسخ منها الآية التي في براءة: {ما كانَ لِلنَّبِيِّ والَّذِينَ آمَنُوا أنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ ولَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِن بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أنَّهُمْ أصْحابُ الجَحِيمِ} (¬٣). (ز)

تفسير الآيتين
٣٣٧٨٣ - عن أبي مالك غَزْوان الغِفارِيِّ -من طريق إسماعيل السدي- قوله: {الجحيم}، قال: ما عَظُم مِن النار (¬٤). (ز)

٣٣٧٨٤ - عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: {مِن بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أنَّهُمْ أصْحابُ الجَحِيمِ}، قال: تَبَيَّن للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنّ أبا طالب حين مات أنّ التوبةَ قد انقَطَعَتْ عنه (¬٥). (ز)

٣٣٧٨٥ - قال مقاتل بن سليمان: {ما كانَ لِلنَّبِيِّ} يعني: ما ينبغي للنبي {والَّذِينَ آمَنُوا أنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ ولَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِن بَعْدِ ما} كانوا كافرين، فـ {تَبَيَّنَ لَهُمْ أنَّهُمْ أصْحابُ الجَحِيمِ} حين ماتوا على الكُفْر. نزلت في محمد - صلى الله عليه وسلم - وعليِّ بن أبي
---------------
(¬١) عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(¬٢) ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/ ٢٣٤ - .
(¬٣) أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع - تفسير القرآن ٣/ ٧٦ - ٧٧ (١٦٧).
(¬٤) أخرجه ابن أبي حاتم ٦/ ١٨٩٤.
(¬٥) أخرجه ابن جرير ١٢/ ٢٩.

الصفحة 684