كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 10)

خطبة عبد الله بن مسعود، كان يقوم فيخطب بها على أصحابه كُلَّ عَشِيَّة خميس. ذكر الحديث، ثم قال: فمَن استطاع منكم أن يغدو عالِمًا أو مُتَعَلِّمًا فليفعل، ولا يغدو لسوى ذلك؛ فإنّ العالم والمتعلم شريكان في الخير. أيُّها الناس، إنِّي -واللهِ- ما أخاف عليكم أن تُؤْخَذوا بما لم يُبَيَّن لكم، وقد قال الله تعالى: {وما كان الله لِيُضِلَّ قومًا بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون}، فقد بَيَّن لكم ما تتقون (¬١). (٧/ ٥٦٥)


{إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (١١٦)}
٣٣٨٧٨ - قال مقاتل بن سليمان: {إنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ والأَرْضِ يُحْيِي ويُمِيتُ} الأحياءَ، {وما لَكُمْ} معشر الكفار {مِن دُونِ اللَّهِ مِن ولِيٍّ} يعني: مِن قريب [ينفعكم]، {ولا نَصِيرٍ} يعني: ولا مانع، لقول الكفار: إنّ القرآن ليس مِن عند الله، إنّما يقوله محمد مِن تِلْقاء نفسِه. نظيرها في البقرة: {ما نَنْسَخْ مِن آيَةٍ ... } إلى آخر الآية: {أنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: ١٠٦، ١٠٧] (¬٢). (ز)

٣٣٨٧٩ - قال محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- {يحيي ويميت}، أي: يُعَجِّل ما يشاء، ويُؤَخِّر ما يشاء، مِن ذلك بآجالهم بقُدْرتِه (¬٣). (ز)


{لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (١١٧)}
قراءات:
٣٣٨٨٠ - عن الضحاك بن مُزاحِم أنّه قرأ: (مِن بَعْدِ ما زاغَتْ قُلُوبُ طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ) (¬٤). (٧/ ٥٦٨)
---------------
(¬١) عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(¬٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٢/ ٢٠٠. ولعل مراد مقاتل آية سورة البقرة التالية (١٠٧).
(¬٣) أخرجه ابن أبي حاتم ٦/ ١٨٩٨.
(¬٤) عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
وهي قراءة شاذة، تنسب أيضًا إلى ابن مسعود. انظر: البحر المحيط ٢/ ١١٢.

الصفحة 700