كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 10)

{الَّذِينَ خُلِّفُوا}
٣٣٩١٢ - عن كعب بن مالك، قال: {وعلى الثلاثة الذين خُلِّفُوا} وليس تخليفُه إيّانا وإرجاؤه أمرنا -الذي ذَكَر مِمّا خُلِّفنا- بتخلُّفِنا عن الغزو، وإنّما هو عمَّن حلَفَ له واعتذر إليه فقَبِل منه (¬١). (٧/ ٥٦٩)

٣٣٩١٣ - عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- في قوله: {وعلى الثلاثة الذين خلفوا}، قال: يعني: خُلِّفوا عن التوبة، لم يتُب عليهم حتى تاب الله على أبي لُبابة وأصحابه (¬٢). (٧/ ٥٨٠)
٣٣٩١٤ - عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق مَعْمَر، عمَّن سَمِع عكرمة- في قوله: {وعلى الثلاثة الذين خلفوا}، قال: خُلِّفوا عن التوبة (¬٣). (٧/ ٥٨٠)

٣٣٩١٥ - عن عكرمة مولى ابن عباس =

٣٣٩١٦ - وعامر الشعبي -من طريق جابر- {وعلى الثلاثة الذين خلفوا}، قال: أُرْجِئوا في أوسط براءة (¬٤). (ز)

٣٣٩١٧ - عن قتادة بن دعامة: {وعلى الثلاثة الذين خلفوا} مُثَقَّلة. يقول: عن غزوة تبوك (¬٥) [٣٠٧٨]. (٧/ ٥٧٨)
---------------
[٣٠٧٨] اختُلِف في معنى قوله: {خلفوا}؛ فقال قوم: خُلِّفوا عن قَبول العذر. وقال قتادة: خُلِّفوا عن الغزو.
ورجَّح ابنُ عطية (٤/ ٤٣٠)، وابنُ القيم (٢/ ٢٥) القول الأول، وانتقدا قولَ قتادة استنادًا إلى أحوال النزول، واللغة، وظاهر الآية، فقال ابنُ عطية: «وهذا ضعيف، وقد ردَّه كعب بن مالك بنفسه، وقال: معنى {خُلِّفُوا}: تُركوا عن قَبول العذر، وليس بتخلُّفنا عن الغزو. ويُقَوِّي ذلك جعله {إذا ضاقت} غايةً للتَّخَلُّف، ولم يكن ذلك عن تخليفهم عن الغزو، وإنّما ضاقت عليهم الأرض عن تخليفهم عن قبول العذر».
وقال ابنُ القيم: «قد فسرها كعب بالصواب، وهو أنهم خُلِّفوا من بين من حلف لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - واعتذر من المتخلفين، فخُلِّف هؤلاء الثلاثة عنهم، وأرجأ أمرهم دونهم، وليس ذلك تخلفهم عن الغزو؛ لأنّه لو أراد ذلك لقال: تخلفوا، كما قال تعالى: {ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله} [التوبة: ١٢٠]، وذلك لأنهم تخلفوا بأنفسهم، بخلاف تخليفهم عن أمر المتخلفين سواهم، فإنّ الله سبحانه هو الذي خلفهم عنهم، ولم يتخلفوا عنه بأنفسهم».
_________
(¬١) أخرجه البخاري ٦/ ٣ - ٧ (٤٤١٨)، ومسلم ٤/ ٢١٢٠ - ٢١٢٩ (٢٧٦٩)، وابن جرير ١٢/ ٥٨ - ٦٦، وابن أبي حاتم ٦/ ١٨٩٩ - ١٩٠٣ (١٠٠٨٥). وتقدم بتمامه مُطَوَّلًا في نزول الآية.
(¬٢) أخرجه ابن أبي حاتم ٦/ ١٩٠٥. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.
(¬٣) أخرجه عبد الرزاق ١/ ٢٩٠، وابن جرير ١٢/ ٥٤، وابن عساكر ٥٠/ ٢٠٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.
(¬٤) أخرجه ابن جرير ١٢/ ٥٥.
(¬٥) عزاه السيوطي إلى ابن جرير، ولم نجده في المطبوع منه، والمثبت في تفسير الآية هو الأثر التالي، وقد يكون المراد قول قتادة المتقدم في تعيين الثلاثة: «كعب بن مالك، وهلال بن أمية، ومرارة بن ربيعة، تخلفوا في غزوة تبوك ... إلخ». ولا يظهر أنّ هذا اللفظ تفسير لمعنى {خلفوا}، ويؤيده ما تقدم في حاشية الأثر من أن لفظ ابن أبي حاتم: {وعلى الثلاثة الذين خلفوا} أي: عن التوبة.

الصفحة 712