كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 10)

{مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (١٢٠)}
نزول الآية:
٣٣٩٥٠ - عن عمرو بن مالك، عن بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: لَمّا نزلت هذه الآية: {ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله} قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «والَّذي بعثني بالحقِّ، لولا ضعفاءُ الناسِ ما كانتْ سَرِيَّةٌ إلا كنتُ فيها» (¬١). (٧/ ٥٩٢)

النسخ في الآية:
٣٣٩٥١ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: {ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه}: هذا إذا غزا نبيُّ الله بنفسه فليس لأحدٍ أن يتخلف. ذُكِر لنا: أنّ نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لولا أن أشُقَّ على أُمَّتِي ما تَخَلَّفْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ تغزو في سبيل الله، لكنِّي لا أجد سَعَةً فأنطلق بهم معي، ويَشُقُّ عَلَيَّ -أو أكْرَهُ- أن أدعهم بعدي» (¬٢). (ز)

٣٣٩٥٢ - عن إسماعيل السُّدِّيّ، في قوله: {ما كان لأهل المدينة} الآية، قال: نَسَخَتْها الآيةُ التى تليها: {وما كان المؤمنون لِيَنفِروا كافة} الآية (¬٣). (٧/ ٥٩٣)
---------------
(¬١) أخرجه سعيد بن منصور في سننه ٢/ ١٥١ (٢٣٠٧)، وابن أبي حاتم ٦/ ١٩٠٧ (١٠١٠٣)، من طريق ابن وهب، قال: حدثنا أبو هانئ الخولاني، عن عمرو بن مالك، عن بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - به.
إسناده صحيح.
(¬٢) أخرجه ابن جرير ١٢/ ٧٢.
(¬٣) عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.

الصفحة 719