كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 10)

٣٣٩٧٩ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: {وما كان المؤمنون لينفروا كافة} يعني: ما كان المؤمنون لينفروا جميعًا، ويتركوا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وحده، {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة} يعني: عُصْبَة، يعني: السَّرايا، فلا يسيرون إلا بإذنه، فإذا رَجَعَتِ السَّرايا وقد نزل قرآنٌ تَعَلَّمه القاعدون من النبىِّ - صلى الله عليه وسلم -، قالوا: إنّ الله قد أنزل على نبيِّكم بعدنا قرآنًا، وقد تَعَلَّمناه. فتَمكُثُ السَّرايا يتعلمون ما أنزل الله على نبيِّهم - صلى الله عليه وسلم - بعدهم، ويبعث سرايا أُخَرَ، فذلك قوله: {ليتفقهوا فى الدين}، يقول: يتعلمون ما أنزل الله على نبيِّه، وليُعَلموه السَّرايا إذا رجعت إليهم لعلهم يحذرون (¬١) [٣٠٨١]. (٧/ ٥٩٤)

٣٣٩٨٠ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- قوله: {طائفة}، يعني: عصبة (¬٢). (ز)

٣٣٩٨١ - قال عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي-: لَمّا أنزل الله - عز وجل - عيوب المنافقين في غزوة تبوك كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يبعث السرايا، فكان المسلمون ينفِرون جميعًا إلى الغزو، ويتركون النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وحده؛ فأنزل الله - عز وجل - هذه الآية (¬٣). (ز)

٣٣٩٨٢ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء الخراساني- {وما كان المؤمنون لينفروا كافة}، يقول: لتَنفِر طائفةٌ، ولِتَمكُث طائفة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فالماكِثون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هم الذين يتفقهون فى الدين، ويُنذِرون إخوانهم {إذا رجعوا إليهم} من الغزو، {لعلهم يحذرون} ما نزل من بعدهم من قضاء الله فى كتابه،
---------------
[٣٠٨١] علَّق ابنُ عطية (٤/ ٤٣٥) على قول ابن عباس بقوله: «أي: يجب إذا تخلف ألّا ينفر الناسُ كافَّة فيبقى هو منفردًا، وإنما ينبغي أن تنفر طائفةٌ، وتبقى طائفة لِتَتَفَقَّه هذه الباقية في الدين، ويُنذِروا النافرين إذا رجع النافرون إليهم».
_________
(¬١) أخرجه ابن جرير ١٢/ ٧٧ - ٧٨، وابن أبى حاتم ٦/ ١٩٠٧ - ١٩٠٩، ١٩١٢ مفرقًا، والبيهقى في المدخل ١/ ٢٤٤ - ٢٤٥ (٣٣٤). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن مردويه.
(¬٢) أخرجه ابن أبي حاتم ٦/ ١٩١١.
(¬٣) أورده البغوي في تفسيره ٤/ ١١١، والثعلبي ٥/ ١١١.
إسناده ضعيف جدًّا. وينظر: مقدمة الموسوعة.

الصفحة 725