كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 10)

٣٣٩٩٥ - عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- قوله: {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم}، قال: أقبلت أعرابُ هُذَيْلٍ وأصابهم الجوع، واستعانوا بتمر المدينة، وأظهروا الإسلام، ودخلوا، فقال عتبة بن مسعود أخو عبد الله بن مسعود له: أشعرت أنّه قدم مِنّا ألفُ أهلِ بيتٍ أسلموا جميعًا؟ فقال عبد الله: واللهِ، لَوَدِدتُ أنّه لم يبق منهم. فكانوا يفخرون على المؤمنين، ويقولون: نحن أسلمنا طائعين بغير قتال، وأنتم قاتلتم، فنحنُ خيرٌ منكم. فآذَوُا المؤمنين؛ فأنزل الله فيهم يخبرهم بأمرهم، فقال: {وما كان المؤمنون لينفروا كافة} يقول: جميعًا، {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة} يقول: مِن كل بطن منهم طائفة، فأتوا محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، فسمعوا كلامه، ثم رجعوا، فأخبروهم الخبر، فجئتم على بصيرة، ولكن إنما جئتم من أجل الطعام (¬١). (ز)

٣٣٩٩٦ - قال محمد بن السائب الكلبي: إنّ أحياء من بني أسد من خزيمة أصابتهم سَنَةٌ شديدة، فأقبلوا بالذَّراري حتى نزلوا المدينة، فأفسدوا طُرُقَها بالعذِرات، وأَغْلَوْا أسعارَها؛ فنزل قوله: {وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة} أي: لم يكن لهم أن ينفروا كافَّةً، ولكن مِن كل قبيلة طائفةٌ ليتفقهوا في الدين (¬٢). (ز)
---------------
(¬١) أخرجه ابن أبي حاتم ٦/ ١٩١١.
(¬٢) تفسير البغوي ٤/ ١١٢.

الصفحة 729