كتاب التمهيد - ابن عبد البر - ت بشار (اسم الجزء: 10)

وقال مكحُولٌ: إنَّ النِّساءَ لا تخفَى عليهنَّ الحيضةُ، أنَّ دمها أسودُ غلِيظٌ، فإذا ذهَبَ ذلك، وصارَتْ صُفرةً رقِيقةً، فإنَّها مُستَحاضةٌ (¬١)، فلتَغْتسِل ولتُصلِّ (¬٢).
ورَوَى حمّادُ بن زيدٍ، عن يحيى بن سعِيدٍ، عنِ القَعْقاع بن حكِيم، عن سعِيدِ بن المُسيِّبِ في المُستحاضةِ: إذا أقبلَتِ الحيضةُ، تركتِ الصَّلاةَ، وإذا أدبرتِ، اغتسلَتْ وصلَّتْ (¬٣).
وقد رُوِي عن سعِيدِ بن المُسيِّبِ في المُستحاضةِ: تجلِسُ أيام أقرائها. رواهُ حمّادُ بن سلمةَ، عن يحيى بن سعِيدٍ، عنهُ (¬٤).
ورَوَى يُونُسُ، عنِ الحسنِ، قال: الحائضُ إذا مرَّ (¬٥) بها الدَّمُ، تمُسِكُ بعدَ حَيْضها يومًا، أو يومينِ، وهِي مُستحاضةٌ (¬٦).
وقال التَّيمِيُّ، عن قَتادةَ: إذا زادت على أيام حَيْضتِها خمسةَ أيام، فلتُصلِّ. قال التَّيمِيُّ: فجعلتُ أُنقِصُ، حتّى إذا بلغتُ يومينِ، قال: إذا كان يومينِ، فهُو من حَيْضِها. وسألتُ (¬٧) ابنَ سِيرِين فقال: النِّساءُ أعلمُ بذلك (¬٨).
قال أبو عُمر: فهذه أقاوِيلُ فُقهاءِ التّابِعِين في هذا البابِ، وأمّا أقاوِيلُ من بعدَهُم من أئمّةِ الفتوى بالأمصارِ.
---------------
(¬١) في م: "الاستحاضة".
(¬٢) ذكره عنه أبو داود في سننه بإثر رقم (٢٨٦). ومن طريقه البيهقي في الكبرى ١/ ٣٢٦.
(¬٣) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنَّف (١٣٥٢)، والدارمي (٧٨٧)، وأبو داود في سننه بإثر رقم (٢٨٦)، والبيهقي في الكبرى ١/ ٣٣٠، من طريق يحيى بن سعيد، به.
(¬٤) ذكره عنه أبو داود في سننه بإثر رقم (٢٨٦).
(¬٥) في م: "مد". ومر، بمعنى استمر. انظر: لسان العرب ٥/ ١٦٥.
(¬٦) ذكره عنه أبو داود في سننه بإثر رقم (٢٨٦).
(¬٧) في الأصل، د ٤: "وسئل"، والصواب ما أثبتنا، وقد نصّ عليه ابن أبي شيبة في المصنَّف.
(¬٨) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنَّف (٨٩٥٦)، والدارمي (٧٩٥)، وأبو داود في سننه بإثر رقم (٢٨٦) من طريق التيمي، به.

الصفحة 111