كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 10)

سَاكِتٍ وَهُوَ سَاخِطٌ وَكَمْ مِنْ شَاكٍّ وَهُوَ رَاضٍ فَالْمُعَوَّلُ فِي ذَلِكَ عَلَى عَمَلِ الْقَلْبِ لَا على نطق اللِّسَان وَالله أعلم الحَدِيث الثَّالِث حَدِيث بن مَسْعُودٍ وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ قَرِيبًا وَقَوْلُهُ

[5667] فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ فَمَسِسْتُهُ وَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْمُسْتَمْلِي فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ تَحْرِيفٌ وَوُجِّهَتْ بِأَنَّ هُنَاكَ حَذْفًا وَالتَّقْدِير فَسمِعت أنينه الحَدِيث الرَّابِع حَدِيثُ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ وَهُوَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ

[5668] قَوْلُهُ مِنْ وَجَعٍ اشْتَدَّ بِي تَقَدَّمَ شَرْحُهُ مُسْتَوْفًى فِي كِتَابِ الْوَصَايَا وَقَوْلُهُ زَمَنُ حَجَّةِ الْوَدَاعِ مُوَافِقٌ لِرِوَايَةِ مَالك عَن الزُّهْرِيّ وَتقدم أَن بن عُيَيْنَةَ قَالَ فِي رِوَايَتِهِ أَنَّ ذَلِكَ فِي زمن الْفَتْح وَالْأول أرجح وَالله أعلم

(قَوْلُهُ بَابُ قَوْلِ الْمَرِيضِ قُومُوا عَنِّي)
أَيْ إِذَا وَقَعَ مِنَ الْحَاضِرِينَ عِنْدَهُ مَا يَقْتَضِي ذَلِك

[5669] قَوْله هِشَام هُوَ بن يُوسُفَ الصَّنْعَانِيِّ وَقَوْلُهُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٌ هُوَ الْمُسْنَدِيُّ وَسَاقَهُ الْمُصَنِّفُ هُنَا عَلَى لَفْظِ هِشَامٍ وَسَبَقَ لَفْظُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ فِي أَوَاخِرِ الْمَغَازِي وَتَقَدَّمَ شَرْحُهُ هُنَاكَ وَوَقَعَ هُنَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُومُوا وَقَدْ تَقَدَّمَ الْحَدِيثُ فِي كِتَابِ الْعِلْمِ مِنْ رِوَايَةِ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ بِلَفْظِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُومُوا عَنِّي وَهُوَ الْمُطَابِقُ لِلتَّرْجَمَةِ وَلَمْ أَسْتَحْضِرْهُ عِنْدَ الْكَلَامِ عَلَيْهِ فِي الْمَغَازِي فَنَسَبْتُ هَذِهِ الزِّيَادَةَ لِابْنِ سَعْدٍ وَعَزْوُهَا لِلْبُخَارِيِّ أَوْلَى وَيُؤْخَذُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ الْأَدَبَ فِي الْعِيَادَةِ أَنْ لَا يُطِيلَ الْعَائِدُ عِنْدَ الْمَرِيضِ حَتَّى يُضْجِرَهُ وَأَنْ لَا يَتَكَلَّمُ عِنْدَهُ بِمَا يُزْعِجُهُ وَجُمْلَةُ آدَابِ الْعِيَادَةِ عَشَرَةُ أَشْيَاءَ وَمِنْهَا مَا لَا يَخْتَصُّ بِالْعِيَادَةِ أَنْ لَا يُقَابِلَ الْبَابَ عِنْدَ الِاسْتِئْذَانِ وَأَنْ يَدُقَّ الْبَابِ بِرِفْقٍ وَأَنْ لَا يُبْهِمَ نَفْسَهُ كَأَنْ يَقُولَ أَنَا وَأَنْ لَا يَحْضُرَ فِي وَقْتٍ يَكُونُ غَيْرَ لَائِقٍ بِالْعِيَادَةِ كَوَقْتِ شُرْبِ الْمَرِيضِ الدَّوَاءَ وَأَنْ يُخَفِّفَ الْجُلُوسَ وَأَنْ يَغُضَّ الْبَصَرَ وَيُقَلِّلَ السُّؤَالَ وَأَنْ يُظْهِرَ الرِّقَّةَ وَأَنْ يُخْلِصَ الدُّعَاءَ وَأَنْ يُوَسِّعَ لِلْمَرِيضِ فِي الْأَمَلِ وَيُشِيرَ عَلَيْهِ بِالصَّبْرِ لِمَا فِيهِ مِنْ جَزِيلِ الْأَجْرِ وَيُحَذِّرُهُ مِنَ الْجَزَعِ لِمَا فِيهِ مِنَ الْوِزْرِ قَوْلُهُ وَكَانَ بن عَبَّاسٍ يَقُولُ إِنَّ الرَّزِيَّةَ سَبَقَ الْكَلَامُ عَلَيْهِ فِي الْوَفَاة النَّبَوِيَّة

الصفحة 126