كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 10)

السِّيَاقِ حَذْفٌ تَقْدِيرُهُ فَآوَاهُمْ وَأَطْعَمَهُمْ فَلَمَّا صَحُّوا قَالُوا إِنَّ الْمَدِينَةَ وَخِمَةٌ وَكَانَ السَّقَمُ الَّذِي بِهِمُ أَوَّلًا مِنَ الْجُوعِ أَوْ مِنَ التَّعَبِ فَلَمَّا زَالَ ذَلِكَ عَنْهُمْ خَشُوا مِنْ وَخَمِ الْمَدِينَةِ إِمَّا لِكَوْنِهِمُ أَهْلَ رِيفٍ فَلَمْ يَعْتَادُوا بِالْحَضَرِ وَإِمَّا بِسَبَبِ مَا كَانَ بِالْمَدِينَةِ مِنَ الْحُمَّى وَهَذَا هُوَ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ فِي الرِّوَايَةِ الَّتِي بَعْدَهَا اجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ وَتَقَدَّمَ تَفْسِيرُ الْجَوَى فِي كِتَابِ الطَّهَارَةِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ بَهْزِ بْنِ أَسَدٍ بِهِمْ ضُرٌّ وَجَهْدٌ وَهُوَ يُشِيرُ إِلَى مَا قُلْنَاهُ قَوْلُهُ فِي ذَوْدٍ لَهُ ذكر بن سَعْدٍ أَنَّ عَدَدَ الذَّوْدِ كَانَ خَمْسَ عَشَرَةَ وَفِي رِوَايَةِ بَهْزِ بْنِ أَسَدٍ أَنَّ الذَّوْدَ كَانَ مَعَ الرَّاعِي بِجَانِبِ الْحَرَّةِ قَوْلُهُ فَقَالَ اشْرَبُوا أَلْبَانَهَا كَذَا هُنَا وَتَقَدَّمَ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي قِلَابَةَ وَغَيْرِهِ عَنْ أَنَسٍ مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا قَوْلُهُ فَلَمَّا صَحُّوا فِي السِّيَاقِ حَذْفٌ تَقْدِيرُهُ فَخَرَجُوا فَشَرِبُوا فَلَمَّا صَحُّوا قَوْلُهُ وَسَمَرَ أَعْيُنَهُمْ كَذَا لِلْأَكْثَرِ وَلِلْكُشْمِيهَنِيِّ بِاللَّامِ بَدَلَ الرَّاءِ وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُهَا قَوْلُهُ فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ مِنْهُمْ يَكْدُمُ الْأَرْضَ بِلِسَانِهِ حَتَّى يَمُوتَ زَادَ بَهْزٌ فِي رِوَايَتِهِ مِمَّا يَجِدُ مِنَ الْغَمِّ وَالْوَجَعِ وَفِي صَحِيحِ أَبِي عَوَانَةَ هُنَا يَعَضُّ الْأَرْضَ لِيَجِدَ بَرْدَهَا مِمَّا يَجِدُ مِنَ الْحَرِّ وَالشِّدَّةِ قَوْلُهُ قَالَ سَلَّامٌ هُوَ مَوْصُولٌ بِالسَّنَدِ الْمَذْكُورِ وَقَوله فبلغني أَن الْحجَّاج هُوَ بن يُوسُفَ الْأَمِيرُ الْمَشْهُورُ وَفِي رِوَايَةِ أَنَسٍ فَذَكَرَ ذَلِكَ قَوْمٌ لِلْحَجَّاجِ فَبَعَثَ إِلَى أَنَسٍ فَقَالَ هَذَا خَاتَمِي فَلْيَكُنْ بِيَدِكَ أَيْ يَصِيرُ خَازِنًا لَهُ فَقَالَ أَنَسٌ إِنِّي أَعْجِزُ عَنْ ذَلِكَ قَالَ فَحَدِّثْنِي بِأَشَدِّ عُقُوبَةٍ الْحَدِيثُ قَوْلُهُ بِأَشَدِّ عُقُوبَةٍ عَاقَبَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَا بِالتَّذْكِيرِ عَلَى إِرَادَةِ الْعِقَابِ وَفِي رِوَايَةِ بَهْزٍ عَاقَبَهَا عَلَى ظَاهِرِ اللَّفْظِ قَوْلُهُ فَبَلَغَ الْحسن هُوَ بن أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ فَقَالَ وَدِدْتُ أَنَّهُ لَمْ يُحَدِّثْهُ زَادَ الْكُشْمِيهَنِيُّ بِهَذَا وَفِي رِوَايَةِ بَهْزٍ فَوَاللَّهِ مَا انْتَهَى الْحَجَّاجُ حَتَّى قَامَ بِهَا عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ حَدَّثَنَا أَنَسٌ فَذَكَرَهُ وَقَالَ قَطَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَيْدِيَ وَالْأَرْجُلَ وَسَمَلَ الْأَعْيُنَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ أَفَلَا نَفْعَلُ نَحْنُ ذَلِكَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَسَاقَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ ثَابِتٍ حَدَّثَنِي أَنَسٌ قَالَ مَا نَدِمْتُ عَلَى شَيْءٍ مَا نَدِمْتُ عَلَى حَدِيثٍ حَدَّثْتُ بِهِ الْحَجَّاجَ فَذَكَرَهُ وَإِنَّمَا نَدِمَ أَنَسٌ عَلَى ذَلِكَ لِأَنَّ الْحَجَّاجَ كَانَ مُسْرِفًا فِي الْعُقُوبَةِ وَكَانَ يَتَعَلَّقُ بِأَدْنَى شُبْهَةٍ وَلَا حُجَّةَ لَهُ فِي قِصَّةِ الْعُرَنِيِّينَ لِأَنَّهُ وَقَعَ التَّصْرِيحُ فِي بَعْضِ طُرُقِهِ أَنَّهُمُ ارْتَدُّوا وَكَانَ ذَلِكَ أَيْضًا قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ الْحُدُودُ كَمَا فِي الَّذِي بَعْدَهُ وَقَبْلَ النَّهْيِ عَنِ الْمُثْلَةِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي الْمَغَازِي وَقَدْ حَضَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ الْأَمْرَ بِالتَّعْذِيبِ بِالنَّارِ ثُمَّ حَضَرَ نَسْخَهُ وَالنَّهْيَ عَنِ التَّعْذِيبِ بِالنَّارِ كَمَا مَرَّ فِي كِتَابِ الْجِهَادِ وَكَانَ إِسْلَامُ أَبِي هُرَيْرَةَ مُتَأَخِّرًا عَنْ قِصَّةِ الْعُرَنِيِّينَ وَقَدْ تَقَدَّمَ بَسْطُ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ فِي بَابِ أبوالِ الْإِبِلِ وَالدَّوَابِّ فِي كِتَابِ الطَّهَارَةِ وَإِنَّمَا أَشَرْتُ إِلَى الْيَسِير مِنْهُ لبعد الْعَهْد بِهِ

الصفحة 142