كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 10)

(قَوْلُهُ بَابُ التَّلْبِينَةِ لِلْمَرِيضِ)
هِيَ بِفَتْحِ الْمُثَنَّاةِ وَسُكُونِ اللَّامِ وَكَسْرِ الْمُوَحَّدَةِ بَعْدَهَا تَحْتَانِيَّةٌ ثُمَّ نُونٌ ثُمَّ هَاءٌ وَقَدْ يُقَالُ بِلَا هَاءٍ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ هِيَ حَسَاءٌ يُعْمَلُ مِنْ دَقِيقٍ أَوْ نُخَالَةٍ وَيُجْعَلُ فِيهِ عَسَلٌ قَالَ غَيْرُهُ أَوْ لَبَنٌ سُمِّيَتْ تَلْبِينَةً تَشْبِيهًا لَهَا بِاللَّبَنِ فِي بياضها ورقتها وَقَالَ بن قُتَيْبَةَ وَعَلَى قَوْلِ مَنْ قَالَ يُخْلَطُ فِيهَا لَبَنٌ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِمُخَالَطَةِ اللَّبَنِ لَهَا وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الطِّبِّ هِيَ دَقِيقٌ بَحْتٌ وَقَالَ قَوْمٌ فِيهِ شَحْمٌ وَقَالَ الدَّاوُدِيُّ يُؤْخَذُ الْعَجِينُ غَيْرَ خَمِيرٍ فَيُخْرَجُ مَاؤُهُ فَيُجْعَلُ حَسْوًا فَيَكُونُ لَا يُخَالِطُهُ شَيْءٌ فَلِذَلِكَ كَثُرَ نَفْعُهُ وَقَالَ الْمُوَفَّقُ الْبَغْدَادِيُّ التَّلْبِينَةُ الْحَسَاءُ وَيَكُونُ فِي قِوَامِ اللَّبَنِ وَهُوَ الدَّقِيقُ النَّضِيجُ لَا الْغَلِيظُ النىء

[5689] قَوْله عبد الله هُوَ بن الْمُبَارَكِ قَوْلُهُ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ عُقَيْلٍ هُوَ مِنْ رِوَايَةِ الْأَقْرَانِ وَذَكَرَ النَّسَائِيُّ فِيمَا رَوَاهُ أَبُو عَلَيٍّ الْأَسْيُوطِيُّ عَنْهُ أَنَّ عُقَيْلًا تَفَرَّدَ بِهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَوَقَعَ فِي التِّرْمِذِيِّ عَقِبَ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ بَرَكَةَ عَنْ أُمِّهِ عَنْ عَائِشَةَ فِي التَّلْبِينَةِ وَقَدْ رَوَاهُ الزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ حَدَّثَنَا بِذَلِكَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق الطَّالقَانِي حَدثنَا بن الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ الْمِزِّيُّ كَذَا فِي النُّسَخِ لَيْسَ فِيهِ عُقَيْلٌ قُلْتُ وَكَذَا أَخْرَجَهُ الْإِسْمَاعِيلِيُّ مِنْ رِوَايَةِ نُعَيْمِ بْنِ حَمَّادٍ وَمِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ كِلَاهُمَا عَن بن الْمُبَارَكِ لَيْسَ فِيهِ عُقَيْلٌ وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا مِنْ رِوَايَةِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ عَنِ بن الْمُبَارَكِ بِإِثْبَاتِهِ وَهَذَا هُوَ الْمَحْفُوظُ وَكَأَنَّ مَنْ لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ عُقَيْلًا جَرَى عَلَى الْجَادَّةِ لِأَنَّ يُونُسَ مُكْثِرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَقَدْ رَوَاهُ عَنْ عُقَيْلٍ أَيْضًا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَتَقَدَّمَ حَدِيثُهُ فِي كِتَابِ الْأَطْعِمَةِ قَوْلُهُ أَنَّهَا كَانَتْ تَأْمُرُ بِالتَّلْبِينِ فِي رِوَايَةِ الْإِسْمَاعِيلِيِّ بِالتَّلْبِينَةِ بِزِيَادَةِ الْهَاءِ قَوْلُهُ لِلْمَرِيضِ وَلِلْمَحْزُونِ أَيْ بِصُنْعِهِ لِكُلٍّ مِنْهُمَا وَتَقَدَّمَ فِي رِوَايَةِ اللَّيْثِ عَنْ عُقَيْلٍ أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتِ إذَا مَاتَ الْمَيِّتُ مِنْ أَهْلِهَا ثُمَّ اجْتَمَعَ لِذَلِكَ النِّسَاءُ ثُمَّ تَفَرَّقْنَ أَمَرَتْ بِبُرْمَةِ تَلْبِينَةٍ فَطُبِخَتْ ثُمَّ قَالَتْ كُلُوا مِنْهَا قَوْلُهُ عَلَيْكُمْ بِالتَّلْبِينَةِ أَيْ كُلُوهَا قَوْلُهُ فَإِنَّهَا تَجُمُّ بِفَتْحِ الْمُثَنَّاةِ وَضَمِّ الْجِيمِ وَبِضَمِّ أَوَّلِهِ وَكَسْرِ ثَانِيهِ وَهُمَا بِمَعْنًى وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ اللَّيْثِ فَإِنَّهَا مَجَمَّةٌ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالْجِيمِ وَتَشْدِيدِ الْمِيمِ الثَّانِيَةِ هَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ وَرُوِيَ بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَكَسْرِ ثَانِيهِ وَهُمَا بِمَعْنًى يُقَالُ جَمَّ وَأَجَمَّ وَالْمَعْنَى أَنَّهَا تُرِيحُ فُؤَادَهُ وَتُزِيلُ عَنْهُ الْهَمَّ وَتُنَشِّطُهُ وَالْجَامُّ بِالتَّشْدِيدِ الْمُسْتَرِيحُ وَالْمَصْدَرُ الْجَمَامُ وَالْإِجْمَامُ وَيُقَالُ جَمَّ الْفَرَسُ وَأَجَمَّ إِذَا أُرِيحَ فَلَمْ يُرْكَبْ فَيَكُونُ أَدْعَى لِنَشَاطِهِ وَحَكَى بن بَطَّالٍ أَنَّهُ رُوِيَ تُخَمَّ بِخَاءٍ مُعْجَمَةٍ قَالَ والمخمة المكنسة قَوْله فِي الطَّرِيق الثَّانِيَة حَدثنَا فَرْوَة بِفَتْح الْفَاء بن أَبِي الْمَغْرَاءِ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَسُكُونِ الْمُعْجَمَةِ وَبِالْمَدِّ هُوَ الْكِنْدِيُّ الْكُوفِيُّ وَاسْمُ أَبِي الْمَغْرَاءِ مَعْدِ يكَرِبَ وَكُنْيَةُ فَرْوَةَ أَبُو الْقَاسِمِ مِنَ الطَّبَقَةِ الْوُسْطَى مِنْ شُيُوخِ الْبُخَارِيِّ وَلَمْ يُكْثِرْ عَنْهُ قَوْله انها

الصفحة 146