كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 10)

سِوَى حَدِيثٍ مَوْصُولٍ مَضَى فِي الْمَنَاقِبِ وَآخَرَ يَأْتِي فِي الْأَدَبِ وَهَذَا الْمُعَلَّقِ وَقَدْ وَصَلَهُ الْإِسْمَاعِيلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ فَذَكَرَهُ سَوَاءٌ وَقَدِ اتَّفَقَتْ هَذِهِ الطُّرُقُ عَن بن عَبَّاسٍ أَنَّهُ احْتَجَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ محرم فِي رَأسه ووافقها حَدِيث بن بُحَيْنَةَ وَخَالَفَ ذَلِكَ حَدِيثُ أَنَسٍ فَأَخْرَجَ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ فِي الشَّمَائِل وَالنَّسَائِيّ وَصَححهُ بن خُزَيْمَة وبن حِبَّانَ مِنْ طَرِيقِ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْهُ قَالَ احْتَجَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ عَلَى ظَهْرِ الْقَدَمِ مِنْ وَجَعٍ كَانَ بِهِ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ إِلَّا أَنَّ أَبَا دَاوُدَ حَكَى عَنْ أَحْمَدَ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي عَرُوبَةَ رَوَاهُ عَنْ قَتَادَةَ فَأَرْسَلَهُ وَسَعِيدٌ أَحْفَظُ مِنْ مَعْمَرٍ وَلَيْسَتْ هَذِهِ بِعِلَّةٍ قادحة وَالْجمع بَين حَدِيثي بن عَبَّاسٍ وَأَنَسٍ وَاضِحٌ بِالْحَمْلِ عَلَى التَّعَدُّدِ أَشَارَ إِلَى ذَلِكَ الطَّبَرِيُّ وَفِي الْحَدِيثِ أَيْضًا جَوَازُ الْحِجَامَةِ لِلْمُحْرِمِ وَأَنَّ إِخْرَاجَهُ الدَّمَ لَا يَقْدَحُ فِي إِحْرَامِهِ وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ الْحَجِّ وَحَاصِلُهُ أَنَّ الْمُحْرِمَ إِنِ احْتَجَمَ وَسَطَ رَأْسِهِ لِعُذْرٍ جَازَ مُطْلَقًا فَإِنْ قَطَعَ الشَّعْرَ وَجَبَتْ عَلَيْهِ الْفِدْيَةُ فَإِنِ احْتَجَمَ لِغَيْرِ عُذْرٍ وَقَطَعَ حَرُمَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ

[5702] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ هُوَ الْوَرَّاقُ الْأَزْدِيُّ الْكُوفِيُّ أَبُو إِسْحَاقَ أَوْ أَبُو إِبْرَاهِيمَ مِنْ كِبَارِ شُيُوخِ الْبُخَارِيِّ وَهُوَ صَدُوقٌ تَكَلَّمَ فِيهِ الْجُوزَجَانِيُّ لأجل التَّشَيُّع قَالَ بن عَدِيٍّ وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ صَدُوقٌ وَفِي عَصْرِهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ آخَرُ يُقَالُ لَهُ الْغَنَوِيُّ قَالَ بن معِين الغنوي كَذَّاب والوراق ثِقَة وَقَالَ بن الْمَدِينِيِّ الْوَرَّاقُ لَا بَأْسَ بِهِ وَالْغَنَوِيُّ كَتَبْتُ عَنْهُ وَتَرَكْتُهُ وَضَعَّفَهُ جِدًّا وَكَذَا فَرَّقَ بَيْنَهُمَا أَحْمَدُ وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَجَمَاعَةٌ وَغَفَلَ مَنْ خَلَّطَهُمَا وَكَانَتْ وَفَاةُ الْغَنَوِيِّ قَبْلَ الْوَرَّاقِ بست سِنِين وَالله أعلم قَوْله حَدثنَا بن الْغَسِيلِ هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ تَقَدَّمَ شرح حَاله قَرِيبا

(قَوْلُهُ بَابُ الْحَلْقِ مِنَ الْأَذَى)
أَيْ حَلْقِ شعر الرَّأْس وَغَيره ذكر فِيهِ حَدِيثَ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ فِي حَلْقِ رَأسه وَهُوَ محرم بِسَبَب كَثْرَة الْقمل وَقَدْ مَضَى شَرْحُهُ مُسْتَوْفًى فِي كِتَابِ الْحَجِّ وَكَأَنَّهُ أَوْرَدَهُ عَقِبَ حَدِيثِ الْحِجَامَةِ وَسَطَ الرَّأْسِ لِلْإِشَارَةِ إِلَى أَنَّ جَوَازَ حَلْقِ الشَّعْرِ لِلْمُحْرِمِ لِأَجْلِ الْحِجَامَةِ عِنْدَ الْحَاجَةِ إِلَيْهَا يُسْتَنْبَطُ مِنْ جَوَازِ حلق جَمِيع الرَّأْس للْمحرمِ عِنْد الْحَاجة

الصفحة 154