كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 10)

(قَوْلُهُ بَابُ ذَاتِ الْجَنْبِ)
هُوَ وَرَمٌ حَارٌّ يَعْرِضُ فِي الْغِشَاءِ الْمُسْتَبْطِنِ لِلْأَضْلَاعِ وَقَدْ يُطْلَقُ على مَا يعرض فِي نَوَاحِي الْجَنْبِ مِنْ رِيَاحٍ غَلِيظَةٍ تَحْتَقِنُ بَيْنَ الصِّفَاقَاتِ وَالْعَضَلِ الَّتِي فِي الصَّدْرِ وَالْأَضْلَاعِ فَتحدث وجعا فَالْأول هُوَ ذَاتُ الْجَنْبِ الْحَقِيقِيِّ الَّذِي تَكَلَّمَ عَلَيْهِ الْأَطِبَّاءُ قَالُوا وَيَحْدُثُ بِسَبَبِهِ خَمْسَةُ أَعْرَاضٍ الْحُمَّى وَالسُّعَالُ وَالنَّخْسُ وَضِيقُ النَّفَسِ وَالنَّبْضُ الْمِنْشَارِيُّ وَيُقَالُ لِذَاتِ الْجَنْبِ أَيْضًا وَجَعُ الْخَاصِرَةِ وَهِيَ مِنَ الْأَمْرَاضِ الْمَخُوفَةِ لِأَنَّهَا تَحْدُثُ بَيْنَ الْقَلْبِ وَالْكَبِدِ وَهِيَ من سيء الْأَسْقَامِ وَلِهَذَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كَانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطَهَا عَلَيَّ وَالْمُرَادُ بِذَاتِ الْجَنْبِ فِي حَدِيثَيِ الْبَابِ الثَّانِي لِأَنَّ الْقُسْطَ وَهُوَ الْعُودُ الْهِنْدِيُّ كَمَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ قَرِيبًا هُوَ الَّذِي تُدَاوَى بِهِ الرِّيحُ الْغَلِيظَةُ قَالَ الْمُسَبِّحِيُّ الْعُودُ حَارٌّ يَابِسٌ قَابِضٌ يَحْبِسُ الْبَطْنَ وَيُقَوِّي الْأَعْضَاءَ الْبَاطِنَةَ وَيَطْرُدُ الرِّيحَ وَيَفْتَحُ السُّدَدَ وَيُذْهِبُ فَضْلَ الرُّطُوبَةِ قَالَ وَيَجُوزُ أَنْ يَنْفَعَ الْقُسْطُ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ الْحَقِيقِيِّ أَيْضًا إِذَا كَانَتْ نَاشِئَةً عَنْ مَادَّةٍ بَلْغَمِيَّةٍ وَلَا سِيَّمَا فِي وَقْتِ انْحِطَاطِ الْعِلَّةِ ثُمَّ ذَكَرَ الْمُؤَلِّفُ فِي الْبَابِ حَدِيثَيْنِ أَحَدُهُمَا حَدِيثُ أُمِّ قَيْسِ بِنْتِ مِحْصَنٍ فِي قِصَّةِ وَلَدِهَا وَالْأَعْلَاقُ عَلَيْهِ مِنَ الْعُذْرَةِ وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُ ذَلِكَ وَبَيَانُهُ قَبْلَ بِبَابَيْنِ وَقَوْلُهُ

[5718] فِي أَوَّلِهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ هُوَ الذُّهْلِيُّ وَقَوْلُهُ عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ بِمُهْمَلَةٍ وَمُثَنَّاةٍ ثَقِيلَةٍ وَآخِرُهُ مُوَحَّدَةٌ وَأَبُوهُ بِمُوَحَّدَةٍ وَمُعْجَمَةٍ وزن عَظِيم وَشَيْخه إِسْحَاق هُوَ بن رَاشِدٍ الْجَزَرِيُّ وَقَوْلُهُ فِي آخِرِهِ يُرِيدُ الْكُسْتَ يَعْنِي الْقُسْطَ قَالَ وَهِيَ لُغَةٌ هُوَ تَفْسِيرُ الْعُودِ الْهِنْدِيِّ بِأَنَّهُ الْقُسْطُ وَالْقَائِلُ قَالَ هِيَ لُغَةٌ هُوَ الزُّهْرِيُّ ثَانِيهُمَا حَدِيثُ أَنَسٍ

[5719] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا عَارِمٌ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ أَبُو النُّعْمَان السدُوسِي وَحَمَّاد هُوَ بن زَيْدٍ قَوْلُهُ قُرِئَ عَلَى أَيُّوبَ هُوَ السِّخْتِيَانِيُّ قَوْلُهُ مِنْ كُتُبِ أَبِي قِلَابَةَ مِنْهُ مَا حَدَّثَ بِهِ وَمِنْهُ مَا قُرِئَ عَلَيْهِ فَكَانَ هَذَا فِي الْكِتَابِ أَيْ كِتَابُ أَبِي قِلَابَةَ كَذَا لِلْأَكْثَرِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ بَدَلَ قَوْلِهِ فِي الْكِتَابِ قَرَأَ الْكِتَابَ وَهُوَ تَصْحِيفٌ وَوَقَعَ عِنْدَ الْإِسْمَاعِيلِيِّ بَعْدَ قَوْلِهِ فِي الْكِتَابِ غَيْرُ مَسْمُوعٍ وَلَمْ أَرَ هَذِهِ اللَّفْظَةَ فِي شَيْءٍ مِنْ نُسَخِ الْبُخَارِيِّ قَوْلُهُ عَنْ أَنَسٍ هُوَ بن مَالِكٍ قَوْلُهُ أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ

الصفحة 172