كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 10)

(قَوْلُهُ بَابُ الشُّرُوطِ فِي الرُّقْيَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ)
تَقَدَّمَ التَّنْبِيهُ عَلَى هَذِهِ التَّرْجَمَةِ فِي كِتَابِ الْإِجَارَةِ

[5737] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا سِيدَانُ بِكَسْرِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ التَّحْتَانِيَّة بن مُضَارِبٍ بِضَادٍ مُعْجَمَةٍ وَمُوَحَّدَةٍ آخِرَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْبَاهِلِيُّ هُوَ بَصْرِيٌّ قَوَّاهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ وَشَيْخُهُ الْبَرَّاءُ بِفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ نُسِبَ إِلَى بَرْيِ الْعُودِ كَانَ عَطَّارًا وَقَدْ ضَعَّفَهُ بن مَعِينٍ وَوَثَّقَهُ الْمُقَدَّمِيُّ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَاتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَى التَّخْرِيجِ لَهُ وَوَقَعَ فِي نُسْخَةِ الصَّغَانِيِّ أَبُو مَعْشَرٍ الْبَصْرِيُّ وَهُوَ صَدُوق وَشَيْخه عبيد الله بِالتَّصْغِيرِ بن الْأَخْنَسِ بِخَاءٍ مُعْجَمَةٍ سَاكِنَةٍ وَنُونٍ مَفْتُوحَةٍ هُوَ نَخَعِيٌّ كُوفِيٌّ يُكَنَّى أَبَا مَالِكٍ وَيُقَالُ إِنَّهُ من موَالِي الأزد وَثَّقَهُ الْأَئِمَّة وشذ بن حِبَّانَ فَقَالَ فِي الثِّقَاتِ يُخْطِئُ كَثِيرًا وَمَا لِلثَّلَاثَةِ فِي الْبُخَارِيِّ سِوَى هَذَا الْحَدِيثِ وَلَكِنْ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَخْنَسِ عِنْدَهُ حَدِيثٌ آخَرُ فِي كِتَابِ الْحَجِّ وَلِأَبِي مَعْشَرٍ آخَرُ فِي الْأَشْرِبَةِ قَوْلُهُ مَرُّوا بِمَاءٍ أَيْ بِقَوْمٍ نُزُولٍ عَلَى مَاءٍ قَوْلُهُ فِيهِمْ لَدِيغٌ بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ أَوْ سَلِيمٌ شَكٌّ مِنَ الرَّاوِي وَالسَّلِيمُ هُوَ اللَّدِيغُ سُمِّيَ بِذَلِكَ تَفَاؤُلًا مِنَ السَّلَامَةِ لِكَوْنِ غَالِبِ مِنْ يُلْدَغُ يَعْطَبُ وَقِيلَ سَلِيمٌ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ لِأَنَّهُ أَسْلَمَ لِلْعَطَبِ وَاسْتِعْمَالُ اللَّدْغِ فِي ضَرْبِ الْعَقْرَبِ مَجَازٌ وَالْأَصْلُ أَنَّهُ الَّذِي يَضْرِبُ بِفِيهِ وَالَّذِي يَضْرِبُ بِمُؤَخَّرِهِ يُقَالُ لَسَعَ وبإسنانه نهيس بِالْمُهْمَلَةِ وَالْمُعْجَمَةِ وَبِأَنْفِهِ نَكَزَ بِنُونٍ وَكَافٍ وَزَايٍ وبنا بِهِ نَشِطَ هَذَا هُوَ الْأَصْلُ وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ بَعْضُهَا مَكَانَ بَعْضٍ تَجَوُّزًا قَوْلُهُ فَعَرَضَ لَهُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَاءِ لَمْ أَقِفْ عَلَى اسْمِهِ قَوْلُهُ فَانْطَلَقَ رَجُلٌ مِنْهُمْ لَمْ أَقِفْ عَلَى اسْمِهِ وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُ هَذَا الْحَدِيثِ مُسْتَوْفًى فِي كِتَابِ الْإِجَارَةِ وَبَيَّنْتُ فِيهِ أَنَّ حَدِيثَ بن عَبَّاسٍ وَحَدِيثَ أَبِي سَعِيدٍ فِي قِصَّةٍ وَاحِدَةٍ وَأَنَّهَا وَقَعَتْ لَهُمْ مَعَ الَّذِي لُدِغَ وَأَنَّهُ وَقَعَتْ لِلصَّحَابَةِ قِصَّةٌ أُخْرَى مَعَ رَجُلٍ مُصَابٍ بعقله فاغنى ذَلِك عَن إِعَادَته هُنَا

الصفحة 199