كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 10)

بن مَسْعُودٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ فِدَاكُمْ أَبِي وَأُمِّي وَمَنْ حَدِيثِ أَنَسٍ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مثل ذَلِك للْأَنْصَار

(قَوْلُهُ بَابُ أَحَبُّ الْأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ)
وَرَدَ بِهَذَا اللَّفْظِ حَدِيثٌ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ من طَرِيق نَافِع عَن بن عمر رَفعه إِنَّ أَحَبَّ أَسْمَائِكُمْ إِلَى اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي وَهْبٍ الْجُشَمِيِّ وَسَيَأْتِي التَّنْبِيهُ عَلَيْهِ بَعْدَ بَابٍ وَآخر عَن مُجَاهِد عِنْد بن أَبِي شَيْبَةَ مِثْلُهُ قَالَ الْقُرْطُبِيُّ يَلْتَحِقُ بِهَذَيْنِ الِاسْمَيْنِ مَا كَانَ مِثْلَهُمَا كَعَبْدِ الرَّحِيمِ وَعَبْدِ الْمَلِكِ وَعَبْدِ الصَّمَدِ وَإِنَّمَا كَانَتْ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ لِأَنَّهَا تَضَمَّنَتْ مَا هُوَ وَصْفٌ وَاجِبٌ لِلَّهِ وَمَا هُوَ وَصْفٌ لِلْإِنْسَانِ وَوَاجِبٌ لَهُ وَهُوَ الْعُبُودِيَّةُ ثُمَّ أُضِيفَ الْعَبْدُ إِلَى الرَّبِّ إِضَافَةً حَقِيقِيَّةً فَصَدَقَتْ أَفْرَادُ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ وَشَرُفَتْ بِهَذَا التَّرْكِيبِ فَحَصَلَتْ لَهَا هَذِهِ الْفَضِيلَةُ وَقَالَ غَيْرُهُ الْحِكْمَةُ فِي الِاقْتِصَارِ عَلَى الِاسْمَيْنِ أَنَّهُ لَمْ يَقَعْ فِي الْقُرْآنِ إِضَافَةُ عَبْدٍ إِلَى اسْمٍ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى غَيْرِهِمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدعُوهُ وَقَالَ فِي آيَة أُخْرَى وَعباد الرَّحْمَن وَيُؤَيِّدُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادعوا الرَّحْمَن وَقَدْ أَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي زُهَيْرٍ الثَّقَفِيِّ رَفَعَهُ إِذَا سَمَّيْتُمْ فَعَبِّدُوا وَمِنْ حَدِيثِ بن مَسْعُودٍ رَفَعَهُ أَحَبُّ الْأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ مَا تُعُبِّدَ بِهِ وَفِي إِسْنَادِ كُلٍّ مِنْهُمَا ضَعْفٌ

[6186] قَوْلُهُ عَنْ جَابِرٍ وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلَامٌ اسْمُ الرَّجُلِ الْمَذْكُورِ لَمْ أَقِفْ عَلَيْهِ قَوْلُهُ فَسَمَّاهُ الْقَاسِمُ مُقْتَضَى رِوَايَةِ مُسْلِمٍ عَنْ رِفَاعَةَ بن الْهَيْثَم عَن خَالِد الوَاسِطِيّ بِالسَّنَدِ الْمَذْكُورِ هُنَا فَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا إِلَّا أَنَّهُ أَوْرَدَهُ عَقِبَ رِوَايَةِ عَبْثَرٍ وَهُوَ بِوَزْنِ جَعْفَرٍ بِعَين مُهْملَة ثمَّ مُوَحدَة سَاكِنَةٍ ثُمَّ مُثَلَّثَةٍ عَنْ حُصَيْنٍ بِالسَّنَدِ الْمَذْكُورِ فَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِي آخِرِهِ سَمُّوا بِاسْمِي وَلَا تُكَنُّوا بِكُنْيَتِي فَإِنَّمَا بُعِثْتُ قَاسِمًا أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ ثُمَّ سَاقَ رِوَايَةَ خَالِدٍ وَقَالَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُذْكَرْ فَإِنَّمَا بُعِثْتُ قَاسِمًا أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ وَكَأَنَّ الِاخْتِلَافَ فِيهِ عَلَى خَالِدٍ فَإِنَّ الْإِسْمَاعِيلِيَّ أَخْرَجَهُ مِنْ رِوَايَةِ وُهَيْبِ بْنِ بَقِيَّةَ عَنْ خَالِدٍ فَقَالَ فَسَمَّاهُ الْقَاسِمُ وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ عَنْ هُشَيْمٍ عَنْ حُصَيْنٍ فَقَالَ سَمَّاهُ الْقَاسِمُ وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا مِنْ رِوَايَةِ مَعْمَرٍ عَنْ مَنْصُورٍ كَذَلِكَ وَأَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ مِنْ رِوَايَةِ يُوسُفَ الْقَاضِي عَنْ مُسَدَّدٍ عَنْ خَالِدٍ فَقَالَ سَمَّاهُ بِاسْمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهَكَذَا قَالَهُ أَبُو عَوَانَةَ عَنْ حُصَيْنٍ أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْمُسْتَخْرَجِ عَلَى مُسْلِمٍ وَهَذَا يَقْتَضِي تَرْجِيحَ رِوَايَةِ رِفَاعَةَ بْنِ الْهَيْثَمِ وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ عَنْ زِيَادٍ الْبُكَائِيِّ عَنْ مَنْصُورٍ كَمَا قَالَ رِفَاعَةُ وَقَدْ وَقَعَ الِاخْتِلَافُ فِيهِ عَلَى شُعْبَةَ أَيْضًا فِي بَابُ قَوْلِهِ تَعَالَى فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ يَعْنِي قَسْمُ ذَلِكَ مِنْ كِتَابٍ فَرْضُ الْخُمُسِ فَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ هُنَاكَ عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ وَهُوَ الْأَعْمَشُ وَمَنْصُورٌ وَقَتَادَةُ قَالُوا سمعنَا سالما أَي بن أَبِي الْجَعْدِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلَامٌ فَأَرَادَ أَنْ يُسَمِّيَهُ مُحَمَّدًا قَالَ وَقَالَ عَمْرو يَعْنِي بن مَرْزُوقٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ بِسَنَدِهِ أَرَادَ أَنْ يُسَمِّيَهُ الْقَاسِمَ وَأَوْرَدَهُ مِنْ رِوَايَةِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنِ الْأَعْمَشِ فَقَالَ أَرَادَ أَنْ يُسَمِّيَهُ الْقَاسِمَ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ رِوَايَةِ جَرِيرٍ عَنْ مَنْصُورٍ فَقَالَ فِيهِ وُلِدَ لِرَجُلٍ مِنَّا غُلَامٌ فَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا فَقَالَ لَهُ قَوْمُهُ

الصفحة 570