كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 10)

يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي سَمَّيْتُ ابْنِي مُحَمَّدًا وَكَنَّيْتُهُ أَبَا الْقَاسِمِ فَذُكِرَ لِي أَنَّكَ تَكْرَهُ ذَلِكَ قَالَ مَا الَّذِي أَحَلَّ اسْمِي وَحَرَّمَ كُنْيَتِي فَقَدْ ذَكَرَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عِمْرَانَ الْحَجَبِيَّ تَفَرَّدَ بِهِ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ عَنْهَا وَمُحَمَّدٌ الْمَذْكُورُ مَجْهُولٌ وَعَلَى تَقْدِيرِ أَنْ يَكُونَ مَحْفُوظًا فَلَا دَلَالَةَ فِيهِ عَلَى الْجَوَازِ مُطْلَقًا لِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُونَ قَبْلَ النَّهْيِ وَفِي الْجُمْلَةِ أَعْدَلُ الْمَذَاهِبِ الْمَذْهَبُ الْمُفَصَّلُ الْمَحْكِيُّ أَخِيرًا مَعَ غَرَابَتِهِ وَقَالَ الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي جَمْرَةَ بَعْدَ أَنْ أَشَارَ إِلَى تَرْجِيحِ الْمَذْهَبِ الثَّالِثِ مِنْ حَيْثُ الْجَوَازِ لَكِنَّ الْأَوْلَى الْأَخْذُ بِالْمَذْهَبِ الْأَوَّلِ فَإِنَّهُ أَبْرَأ للذمة وَأعظم للْحُرْمَة وَالله أعلم

(قَوْلُهُ بَابُ اسْمِ الْحَزْنِ)
بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الزَّاي مَا غَلُظَ مِنَ الْأَرْضِ وَهُوَ ضِدُّ السَّهْلِ وَاسْتُعْمِلَ فِي الْخُلُقِ يُقَالُ فِي فُلَانٍ حُزُونَةٌ أَيْ فِي خُلُقِهِ غِلْظَةٌ وَقَسَاوَةٌ

[6190] قَوْلُهُ عَن بن الْمُسَيَّبِ هُوَ سَعِيدٌ وَسَمَّاهُ أَحْمَدُ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَكَذَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ وَأَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ وَغَيْرُهُمَا قَوْلُهُ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَبَاهُ جَاءَ كَذَا رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَتَابَعَهُ أَحْمَدُ عَنْ عبد الرَّزَّاق قَالَ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِجَدِّهِ وَكَذَا أَخْرَجَهُ بن حِبَّانَ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي السَّرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَأَوْرَدَهُ الْمُصَنِّفُ عَنْ عُقْبَةَ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ غَيْلَانَ وَعَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ كِلَاهُمَا عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ فَقَالَا فِي رِوَايَتِهِمَا عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ وَكَذَا أَوْرَدَهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ وَالْإِسْمَاعِيلِيُّ مِنْ طَرِيقِ إِسْحَاقَ بْنِ الضَّيْفِ كِلَاهُمَا عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَفِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ وَهَذَا الِاخْتِلَافُ عَلَى عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَبِحَسْبِهِ يَكُونُ الْحَدِيثُ إِمَّا مِنْ مُسْنَدِ الْمُسَيَّبِ بْنِ حَزْنٍ عَلَى الرِّوَايَةِ الْأُولَى وَإِمَّا مِنْ مُسْنَدِ حَزْنِ بْنِ أَبِي وَهْبٍ وَالِدِهِ عَلَى الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ وَقَدْ أَعْرَضَ الْحُمَيْدِيُّ تَبَعًا لِأَبِي مَسْعُودٍ عَنِ الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ وَأَوْرَدَ الْحَدِيثَ فِي مُسْنَدِ الْمُسَيَّبِ وَأَمَّا الْكَلَابَاذِيُّ فَجَزَمَ بِأَنَّ الْحَدِيثَ مِنْ مُسْنَدِ حَزْنٍ وَهَذَا الَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُعْتَمَدَ لِأَنَّ الزِّيَادَةَ من الثِّقَة مَقْبُولَة وَلَا سِيمَا وَفِيهِمْ بن الْمَدِينِيِّ قَوْلُهُ قَالَ أَنْتَ سَهْلٌ فِي رِوَايَةِ الْإِسْمَاعِيلِيِّ مِنْ طَرِيقِ مَحْمُودِ بْنِ غَيْلَانَ وَمِنْ طَرِيقِ إِسْحَاقَ بْنِ الضَّيْفِ جَمِيعًا قَالَ بَلِ اسْمُكَ سَهْلٌ قَوْلُهُ لَا أُغَيِّرُ اسْمًا فِي رِوَايَةِ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ فَقَالَ لَا السَّهْلُ يُوطَأُ وَيُمْتَهَنُ وَيُجْمَعُ بِأَنَّهُ قَالَ كُلًّا مِنَ الْكَلَامَيْنِ فَنَقَلَ بَعْضُ الرُّوَاةِ مَا لَمْ يَنْقُلْهُ الْآخَرُ قَوْلُهُ فَمَا زَالَتِ الْحُزُونَةُ فِينَا بَعْدُ فِي رِوَايَةِ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُصِيبُنَا بَعْدَهُ حُزُونَةٌ
[] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عبد الله ومحمود هُوَ بن غَيْلَانَ كَذَا ثَبَتَ لِلْأَكْثَرِ وَسَقَطَ مَحْمُودٌ مِنْ رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ عَنْ أَبِي أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيِّ وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْإِسْمَاعِيلِيُّ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ خَلَفٍ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ غَيْلَانَ كَمَا قَالَ الْبُخَارِيُّ وَلَفْظُهُ كَمَا

الصفحة 574