كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 10)

صَلَّى عَلَيْهِ وَقَالَ إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الْجَنَّةِ لَوْ عَاشَ لَكَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا وَلَأَعْتَقْتُ أَخْوَاله القبط وروى أَحْمد وبن مَنْدَه من طَرِيق السّديّ سَأَلت أنساكم بَلَغَ إِبْرَاهِيمُ قَالَ كَانَ قَدْ مَلَأَ الْمَهْدَ وَلَوْ بَقِيَ لَكَانَ نَبِيًّا وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ لِيَبْقَى لِأَنَّ نَبِيَّكُمْ آخِرُ الْأَنْبِيَاءِ وَلَفْظُ أَحْمَدَ لَو عَاشَ إِبْرَاهِيم بن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا وَلَمْ يَذْكُرِ الْقِصَّةَ فَهَذِهِ عِدَّةُ أَحَادِيثَ صَحِيحَةٌ عَنْ هَؤُلَاءِ الصَّحَابَةِ أَنَّهُمْ أَطْلَقُوا ذَلِكَ فَلَا أَدْرِي مَا الَّذِي حَمَلَ النَّوَوِيُّ فِي تَرْجَمَةِ إِبْرَاهِيمَ الْمَذْكُورِ مِنْ كِتَابِ تَهْذِيبِ الْأَسْمَاءِ وَاللُّغَاتِ عَلَى اسْتِنْكَارِ ذَلِكَ وَمُبَالَغَتِهِ حَيْثُ قَالَ هُوَ بَاطِلٌ وَجَسَارَةٌ فِي الْكَلَامِ عَلَى الْمُغَيَّبَاتِ وَمُجَازَفَةٌ وَهُجُومٌ عَلَى عَظِيمٌ مِنَ الزَّلَلِ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ اسْتَحْضَرَ ذَلِكَ عَنِ الصَّحَابَةِ الْمَذْكُورِينَ فَرَوَاهُ عَن غَيرهم مِمَّن تَأَخّر عَنْهُم فَقَالَ ذَلِك وَقد استنكر قبله بن عَبْدِ الْبَرِّ فِي الِاسْتِيعَابِ الْحَدِيثَ الْمَذْكُورَ فَقَالَ هَذَا لَا أَدْرِي مَا هُوَ وَقَدْ وَلَدَ نُوحٌ مَنْ لَيْسَ بِنَبِيٍّ وَكَمَا يَلِدُ غَيْرُ النَّبِيِّ نَبِيًّا فَكَذَا يَجُوزُ عَكْسُهُ حَتَّى نُسِبَ قَائِلُهُ إِلَى الْمُجَازَفَةِ وَالْخَوْضِ فِي الْأُمُورِ الْمُغَيَّبَةِ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مَعَ أَنَّ الَّذِي نُقِلَ عَنِ الصَّحَابَةِ الْمَذْكُورِينَ إِنَّمَا أَتَوْا فِيهِ بقضية شَرْطِيَّة الحَدِيث الثَّالِث حَدِيثُ الْبَرَاءِ لَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الْجَنَّةِ قَالَ الْخَطَّابِيُّ هُوَ بِضَمِّ الْمِيمِ عَلَى أَنَّهُ اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ أَرْضَعَ أَيْ مَنْ يُتِمُّ إِرْضَاعَهُ وَبِفَتْحِهَا أَيْ أَنَّ لَهُ رضَاعًا فِي الْجنَّة وَقَالَ بن التِّين قَالَ فِي الصِّحَاحِ امْرَأَةٌ مُرْضِعٌ أَيْ لَهَا وَلَدٌ تُرْضِعُهُ فَهِيَ مُرْضِعَةٌ بِضَمِّ أَوَّلِهِ فَإِنْ وَصَفْتَهَا بِإِرْضَاعِهِ قُلْتَ مَرْضِعَةٌ يَعْنِي بِفَتْحِ الْمِيمِ قَالَ وَالْمَعْنَى هُنَا يَصِحُّ وَلَكِنْ لَمْ يَرْوِهِ أَحَدٌ بِفَتْحِ الْمِيمِ قُلْتُ وَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْإِسْمَاعِيلِيِّ أَنَّ لَهُ مُرْضِعًا تُرْضِعُهُ فِي الْجَنَّةِ وَالْمَعْنَى تكمل إرضاعه لِأَنَّهُ لما مَاتَ كَانَ بن سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا أَوْ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا عَلَى اخْتِلَافِ الرِّوَايَتَيْنِ وَقِيلَ إِنَّمَا عَاشَ سَبْعِينَ يَوْمًا الحَدِيث الرَّابِع حَدِيثُ جَابِرٍ سَمُّوا بِاسْمِي ذَكَرَهُ مُخْتَصَرًا عَنْ آدَمَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ حُصَيْنٍ وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ قَرِيبًا وَقَدْ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ شُعْبَة عَن حُصَيْن بِتَمَامِهِ الحَدِيث الْخَامِس

[6196] قَوْلُهُ وَرَوَاهُ أَنَسٌ تَقَدَّمَ التَّنْبِيهُ عَلَيْهِ قَرِيبًا فِي بَابِ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم سموا باسمي الحَدِيث السَّادِس وَالسَّابِع وَالثَّامِن حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ سَمُّوا بِاسْمِي وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْمُسْتَمْلِي وَالسَّرَخْسِيِّ هُنَا بِكِنْوَتِي وَقَدْ تَقَدَّمَ تَوْجِيهُهُ قَرِيبًا

[6197] قَوْلُهُ وَمَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ الْحَدِيثَ هُوَ حَدِيثٌ آخَرُ جَمَعَهُمَا الرَّاوِي بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَسَيَأْتِي شَرْحُهُ فِي كِتَابِ التَّعْبِيرِ قَوْلُهُ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا الْحَدِيثَ هُوَ حَدِيثٌ آخَرُ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ فِي كتاب الْعلم الحَدِيث التَّاسِع عَنْ أَبِي مُوسَى هُوَ الْأَشْعَرِيُّ قَالَ وُلِدَ لِي غُلَامٌ

[6198] قَوْلُهُ وَكَانَ أَكْبَرُ وَلَدِ أَبِي مُوسَى هَذَا يُشْعِرُ بِأَنَّ أَبَا مُوسَى كُنِّيَ قَبْلَ أَنْ يُولَدَ لَهُ وَإِلَّا فَلَوْ كَانَ الْأَمْرُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ لَكُنِّيَ بِابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ الْمَذْكُورِ وَلَمْ يُنْقَلْ أَنَّهُ كَانَ يُكَنَّى أَبَا إِبْرَاهِيم الحَدِيث الْعَاشِر حَدِيثُ الْمُغِيرَةِ انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ كَذَا أَوْرَدَهُ مُخْتَصَرًا وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْكُسُوفِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مُطَوَّلًا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ مُطَوَّلًا أَيْضًا وَتَقَدَّمَ شَرْحُهُ هُنَاكَ الحَدِيث الْحَادِي عشر

[6199] قَوْلُهُ رَوَاهُ أَبُو بَكْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشِيرُ إِلَى مَا أَخْرَجَهُ مَوْصُولًا فِي الْكُسُوفِ وَمُعَلَّقًا لَكِنْ لَمْ أَرَ فِي شَيْءٍ مِنْ طُرُقِ حَدِيثِ أَبِي بَكْرَةَ التَّصْرِيحَ بِأَنَّ ذَلِكَ كَانَ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ إِلَّا فِي رِوَايَةٍ أَسْنَدَهَا فِي بَابِ كُسُوفِ الْقَمَرِ مَعَ أَنَّ مَجْمُوعَ الْأَحَادِيثِ تَدُلُّ عَلَى ذَلِك كَمَا قَالَه الْبَيْهَقِيّ قَالَ بن بَطَّالٍ فِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ جَوَازُ التَّسْمِيَةِ بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ وَقَدْ ثَبَتَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُ قَالَ أَحَبُّ الْأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ أَسْمَاءُ الْأَنْبِيَاءِ وَإِنَّمَا كَرِهَ عُمَرُ ذَلِكَ لِئَلَّا يَسُبَّ أَحَدٌ الْمُسَمَّى بِذَلِكَ فَأَرَادَ تَعْظِيمَ الِاسْمِ لِئَلَّا يُبْتَذَلَ فِي ذَلِكَ وَهُوَ قَصْدٌ حَسَنٌ وَذَكَرَ الطَّبَرِيُّ أَنَّ الْحُجَّةَ فِي ذَلِكَ حَدِيثُ أَنَسٍ يسمونهم

الصفحة 579