كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 10)

مَفْتُوحَتَيْنِ ثُمَّ مُهْمَلَةٍ هُوَ يَزِيدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَالْإِسْنَادُ كُلُّهُ بَصْرِيُّونَ وَقَدْ تَقَدَّمَ مِنْ رِوَايَةِ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ فِي بَابِ الِانْبِسَاطِ إِلَى النَّاسِ وَقَدْ أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيقِ شُعْبَةَ هَكَذَا وَمِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ وَمِنْ وَجْهٍ ثَالِثٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ وَالْمَشْهُورُ الْأَوَّلُ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ لِشُعْبَةَ فِيهِ طُرُقٌ قَوْلُهُ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا هَذَا قَالَه أنس تَوْطِئَة لما يُرِيد يذكرهُ من قصَّة الصَّبِي وَأول حَدِيث شُعْبَة الْمَذْكُور عَنْ أَنَسٍ قَالَ إِنْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُخَالِطُنَا وَلِأَحْمَدَ مِنْ طَرِيقِ الْمُثَنَّى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ عَنْ أَنَسٍ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزُورُ أُمَّ سُلَيْمٍ وَفِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ الْمَذْكُورِ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِ اخْتَلَطَ بِنَا أَهْلُ الْبَيْتِ يَعْنِي لِبَيْتِ أَبِي طَلْحَةَ وَأُمِّ سُلَيْمٍ وَلِأَبِي يَعْلَى مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَنَسٍ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْشَانَا وَيُخَالِطُنَا وَلِلنَّسَائِيِّ مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِي أَبَا طَلْحَةَ كَثِيرًا وَلِأَبِي يَعْلَى مِنْ طَرِيقِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ حُمَيْدٍ كَانَ يَأْتِي أُمَّ سُلَيْمٍ وَيَنَامُ عَلَى فِرَاشِهَا وَكَانَ إِذَا مَشَى يَتَوَكَّأُ وَلِابْنِ سَعْدٍ وَسَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَارُودِ عَنْ أَنَسٍ كَانَ يَزُورُ أُمَّ سُلَيْمٍ فَتُتْحِفُهُ بِالشَّيْءِ تَصْنَعُهُ لَهُ قَوْلُهُ وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ هُوَ بِالتَّصْغِيرِ وَفِي رِوَايَةِ حَمَّادِ بْنِ سَلِمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ عِنْدَ أَحْمَدَ كَانَ لِي أَخٌ صَغِيرٌ وَهُوَ أَخُو أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مِنْ أُمِّهِ فَفِي رِوَايَةِ الْمُثَنَّى بْنِ سَعِيدٍ الْمَذْكُورَةِ وَكَانَ لَهَا أَيْ أم سليم بن صَغِيرٌ وَفِي رِوَايَةِ حُمَيْدٍ عِنْدَ أَحْمَدَ وَكَانَ لَهَا من أبي طَلْحَة بن يُكَنَّى أَبَا عُمَيْرٍ وَفِي رِوَايَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنْ حُمَيْدٍ عِنْد بن أَبِي عُمَرَ كَانَ بَنِيَّ لِأَبِي طَلْحَةَ وَفِي رِوَايَةِ عُمَارَةَ بْنِ زَاذَانَ عَنْ ثَابِتٍ عِنْدَ بن سعد أَن أَبَا طَلْحَة كَانَ لَهُ بن قَالَ أَحْسِبُهُ فَطِيمًا فِي بَعْضِ النُّسَخِ فَطِيمً بِغَيْرِ أَلِفٍ وَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى طَرِيقَةِ مَنْ يَكْتُبُ الْمَنْصُوبَ الْمُنَوَّنَ بِلَا أَلِفٍ وَالْأَصْلُ فَطِيمٌ لِأَنَّهُ صِفَةُ أَخٍ وَهُوَ مَرْفُوعٌ لَكِنْ تَخَلَّلَ بَيْنَ الصِّفَةِ وَالْمَوْصُوفِ أَحْسِبُهُ وَقَدْ وَقَعَ عِنْدَ أَحْمَدَ مِنْ طَرِيقِ الْمُثَنَّى بْنِ سَعِيدٍ مِثْلُ مَا فِي الْأَصْلِ فَطِيمٌ بِمَعْنَى مَفْطُومٌ أَيِ انْتَهَى إِرْضَاعُهُ قَوْلُهُ وَكَانَ أَيِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَاءَ زَادَ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ فِي رِوَايَتِهِ إِذَا جَاءَ لِأُمِّ سليم يمازحه وَلأَحْمَد فِي رِوَايَته عَن حُمَيْدٍ مِثْلُهُ وَفِي أُخْرَى يُضَاحِكُهُ وَفِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ يُهَازِلُهُ وَفِي رِوَايَةِ الْمُثَنَّى بن سعيد عَن أَبِي عَوَانَةَ يُفَاكِهُهُ قَوْلُهُ يَا أَبَا عُمَيْرٍ فِي رِوَايَةِ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَزَارَنَا ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا شَأْنِي أَرَى أَبَا عُمَيْرٍ ابْنَكِ خَائِرَ النَّفْسِ بِمُعْجَمَةٍ وَمُثَلَّثَةٍ أَيْ ثَقِيلُ النَّفْسِ غَيْرُ نَشِيطٍ وَفِي رِوَايَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ كِلَاهُمَا عَنْ حُمَيْدٍ فَجَاءَ يَوْمًا وَقَدْ مَاتَ نُغَيْرُهُ زَادَ مَرْوَانُ الَّذِي كَانَ يَلْعَبُ بِهِ زَادَ إِسْمَاعِيلُ فَوَجَدَهُ حَزِينًا فَسَأَلَ عَنْهُ فَأَخْبَرَتْهُ فَقَالَ يَا أَبَا عُمَيْرٍ وَسَاقَهُ أَحْمَدَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ عَنْ حُمَيْدٍ بِتَمَامِهِ وَفِي رِوَايَةِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ الْمُشَارِ إِلَيْهَا فَقَالَ مَا شَأْنُ أَبِي عُمَيْرٍ حَزِينًا وَفِي رِوَايَةِ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَجَعَلَ يَمْسَحُ رَأْسَهُ وَيَقُولُ فِي رِوَايَةِ عُمَارَةَ بْنِ زَاذَانَ فَكَانَ يَسْتَقْبِلُهُ وَيَقُولُ قَوْلُهُ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ بِنُونٍ وَمُعْجَمَةٍ وَرَاءٍ مُصَغَّرٌ وَكَرَّرَ ذَلِكَ فِي رِوَايَةِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ قَوْلُهُ نُغَيْرٌ كَانَ يلْعَب بِهِ وَهُوَ طير صَغِير وَاحِدَة نُغْرَةٌ وَجَمْعُهُ نُغْرَانِ قَالَ الْخَطَّابِيُّ طُوَيْرٌ لَهُ صَوْتٌ وَفِيهِ نَظَرٌ فَإِنَّهُ وَرَدَ فِي بَعْضِ طُرُقِهِ أَنَّهُ الصَّعْوُ بِمُهْمَلَتَيْنِ بِوَزْنِ الْعَفْوِ كَمَا فِي رِوَايَةِ رِبْعِيٍّ فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ مَاتَتْ صَعْوَتُهُ الَّتِي كَانَ يَلْعَبُ بِهَا فَقَالَ أَيْ أَبَا عُمَيْرٍ مَاتَ النُّغَيْرُ فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُمَا شَيْءٌ وَاحِدٌ وَالصَّعْوُ لَا يُوصَفُ بِحُسْنِ الصَّوْتِ قَالَ الشَّاعِرُ كَالصَّعْوِ يَرْتَعُ فِي الرِّيَاضِ وَإِنَّمَا حُبِسَ الْهَزَارُ لِأَنَّهُ يَتَرَنَّمُ قَالَ عِيَاضٌ النُّغَيْرُ طَائِرٌ مَعْرُوفٌ يُشْبِهُ الْعُصْفُورَ وَقِيلَ هِيَ فَرَاخُ الْعَصَافِيرِ وَقِيلَ هِيَ نَوْعٌ مِنَ الْحُمَّرِ بِضَمِّ

الصفحة 583