كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 10)

يُعْجِبُهُ طَعْمُهَا وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى اتِّخَاذِ الْحَلَاوَاتِ والأطعمة من أخلاط شَتَّى
(

قَوْله بَاب الشّرْب قَائِما)
قَالَ بن بَطَّالٍ أَشَارَ بِهَذِهِ التَّرْجَمَةِ إِلَى أَنَّهُ لَمْ يَصِحَّ عِنْدَهُ الْأَحَادِيثُ الْوَارِدَةُ فِي كَرَاهَةِ الشُّرْبِ قَائِمًا كَذَا قَالَ وَلَيْسَ بِجَيِّدٍ بَلِ الَّذِي يُشْبِهُ صَنِيعَهُ أَنَّهُ إِذَا تَعَارَضَتْ عِنْدَهُ الْأَحَادِيثُ لَا يَثْبُتُ الْحُكْمُ وَذَكَرَ فِي الْبَابِ حَدِيثَينِ الْأَوَّلُ

[5615] قَوْلُهُ عَنِ النَّزَّالُ بِفَتْحِ النُّونِ وَتَشْدِيدِ الزَّايِ وَآخِرُهُ لَامٌ فِي الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ سَمِعْتُ النَّزَّالَ بْنَ سَبْرَةَ وَهُوَ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْمُوَحدَة تقدّمت لَهُ رِوَايَة عَن بن مَسْعُودٍ فِي فَضَائِلِ الْقُرْآنِ وَغَيْرِهِ وَلَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ سِوَى هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ وَقَدْ رَوَى مِسْعَرٌ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ مُخْتَصَرًا وَرَوَاهُ عَنْهُ شُعْبَةُ مُطَوَّلًا وَسَاقَهُ الْمُصَنِّفُ فِي هَذَا الْبَابِ وَوَافَقَ الْأَعْمَشَ شُعْبَةُ عَلَى سِيَاقِهِ مُطَوَّلًا وَمِسْعَرٌ وَشَيْخُهُ وَشَيْخُ شَيْخِهِ هِلَالِيُّونَ كُوفِيُّونَ وَأَبُو نُعَيْمٍ أَيْضًا كُوفِيٌّ وَعَلِيٌّ نَزَلَ الْكُوفَةَ وَمَاتَ بِهَا فَالْإِسْنَادُ الْأَوَّلُ كُلُّهُ كُوفِيُّونَ قَوْلُهُ أَتَى عَلِيٌّ وَقَوْلُهُ فِي الرِّوَايَةِ الَّتِي تَلِيهَا عَنْ عَلِيٍّ وَقَعَ عِنْدَ النَّسَائِيِّ رَأَيْتُ عَلِيًّا أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ بَهْزِ بْنِ أَسَدٍ عَنْ شُعْبَةَ

[5616] قَوْلُهُ عَلَى بَابِ الرَّحَبَةِ زَادَ فِي رِوَايَةِ شُعْبَةَ أَنَّهُ صَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ قَعَدَ فِي حَوَائِجِ النَّاسِ فِي رَحَبَةِ الْكُوفَةِ وَالرَّحَبَةُ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَالْمُهْمَلَةِ وَالْمُوَحَّدَةِ الْمَكَانُ الْمُتَّسَعُ وَالرَّحْبُ بِسُكُونِ الْمُهْمَلَةِ الْمُتَّسَعُ أَيْضًا قَالَ الْجَوْهَرِيُّ وَمِنْهُ أَرْضٌ رَحْبَةٌ بِالسُّكُونِ أَيْ مُتَّسِعَةٌ ورحبة الْمَسْجِد بِالتَّحْرِيكِ وَهِي ساحته قَالَ بن التِّينِ فَعَلَى هَذَا يُقْرَأُ الْحَدِيثُ بِالسُّكُونِ وَيَحْتَمِلُ أَنَّهَا صَارَت رحبة للكوفة بِمَنْزِلَةِ رَحَبَةِ الْمَسْجِدِ فَيُقْرَأُ بِالتَّحْرِيكِ وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح قَالَ وَقَوله حَوَائِجُ هُوَ جَمْعُ حَاجَةٍ عَلَى غَيْرِ الْقِيَاسِ وَذَكَرَ الْأَصْمَعِيُّ أَنَّهُ مُوَلَّدٌ وَالْجَمْعُ حَاجَاتٌ وَحَاجٌّ وَقَالَ بن وَلَّادٍ الْحَوْجَاءُ الْحَاجَةُ وَجَمْعُهَا حَوَاجِيٌّ بِالتَّشْدِيدِ وَيَجُوزُ التَّخْفِيفُ قَالَ فَلَعَلَّ حَوَائِجَ مَقْلُوبَةٌ مِنْ حَوَاجِيٍّ مِثْلِ سَوَائِعَ مِنْ سَوَاعِيٍّ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الْهَرَوِيُّ قِيلَ الْأَصْلُ حَائِجَةٌ فَيَصِحُّ الْجَمْعُ عَلَى حَوَائِجَ قَوْلُهُ ثُمَّ أُتِيَ بِمَاءٍ فِي

الصفحة 81