كتاب السنن الكبرى للبيهقي ط الفكر (اسم الجزء: 10)

الوليد بن مزيد أنبأ محمد بن شعيب أنبأ عتبة بن أبى حكيم الهمداني (ح وأنبأ) أبو على الروذبارى أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أبو الربيع سليمان بن داود العتكى ثنا ابن المبارك عن عتبة بن أبى حكيم حدثنى عمرو بن جارية اللخمى حدثنى أبو أمية الشعبانى وفى رواية ابن شعيب عن أبى امية الشعبانى قال أتيت ابا ثعلبة الخثنى فقلت كيف تصنع بهذه الآية قال اية آية قال قلت قوله تعالى (يا ايها الذين آمنوا عليكم انفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) قال اما والله
لقد سألت عنها خبيرا سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بل انتم ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا ، وهوى متبعا (1) ودنيا مؤثرة واعجاب كل ذى رأى برأيه ورأيت امرا لايدان لك به فعليك نفسك ودع عنك امر العوام فان من ورائك ايام الصبر الصبر ، فيهن مثل قبض على الجمر للعامل فيهن كأجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله - لفظ حديث ابن شعيب زاد ابن المبارك في روايته قال وزادني غيره قالوا يا رسول الله اجر خمسين منهم قال اجر خمسين منكم
- (أخبرنا) أبو محمد جناح بن نذير بن جناح القاضى بالكوفة أنبأ أبو جعفر محمد بن على بن دحيم ثنا احمد بن حازم بن أبى غرزة أنبأ عبيد الله بن موسى ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن انس عن أبى العالية قال كانوا عند عبد الله بن مسعود فوقع بين رجلين ما يقع بين الناس فوثب كل واحد منهما إلى صاحبه فقال بعضهم ألا اقوم فأمرهما بالمعروف وانهاهما عن المنكر فقال بعضهم عليك نفسك ان الله تعالى قال (يا ايها الذين آمنوا عليكم انفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) فسمعها ابن مسعود فقال لم يجئ تأويل هذه الآية بعد إن القرآن انزل حين انزل وكان منه آى مضى تأويله قبل ان ينزل وكان منه آى وقع تأويله (بعد اليوم ومنه آى يقع تأويله عند الساعة وما ذكروا من امر الساعة - 2) ومنه آى يقع تأويله بعد يوم الحساب والجنة والنار فما دامت قلوبكم واحدة واهواؤكم واحدة ولم تلبسوا شيعا ولم يذق بعضكم بأس بعض فمروا وانهوا فإذا اختلفت القلوب والاهواء والبستم شيعا وذاق بعضكم باس بعض فامرؤ ونفسه فعند ذلك جاء تأويلها
- (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أخبرني يحيى بن سليم ثنا ابن جريج عن عكرمة قال دخلت على ابن عباس وهو يقرأ في المصحف قبل ان يذهب بصره وهو يبكى فقلت ما يبكيك يا ابن عباس (3) جعلني الله فداءك فقال لى هل تعرف ايلة فقلت وما ايلة قال قرية كان بها ناس من اليهود فحرم الله عليهم الحيتان يوم السبت فكانت حيتانهم تأتيهم يوم سبتهم شرعا بيض سمان كامثال المخاض بافنيائهم وابنياتهم فإذا كان غير يوم السبت لم يجدوها ولم يدركوها الا في مشقة ومؤنة شديدة فقال بعضهم لبعض أو من قال ذلك منهم لعلنا لو أخذناها يوم السبت وأكلناها في غير يوم السبت ففعل ذلك اهل بيت منهم فأخذوا فشووا فوجد جيرانهم ريح الشواء فقالوا والله ما نرى اصاب بنى فلان شئ فأخذها آخرون حتى فشا ذلك فيهم وكثر فافترقوا فرقا ثلاثة فرقة اكلت وفرقة نهت وفرقة قالت (لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا) فقالت الفرقة التى نهت انا نحذركم غضب الله وعتابه (4) ان يصيبكم الله بخسف أو قذف أو ببعض ما عنده من العذاب والله لا نبايتكم في مكان وانتم فيه قال فخر جوا من السور فغدوا عليه من الغد فضربوا
باب السور فلم يجبهم احد فأتوا بسلم فأسندوه إلى السور ثم رقى منهم راق على السور فقال يا عباد الله قردة والله لها اذناب تعادى ثلاث مرات ثم نزل من السور تفتح السور فدخل الناس عليهم فعرفت القرود انسابها من الانس ولم تعرف الانس انسابها من القرود قال فيأتى القرد إلى نسيبه وقريبه من الانس فيحتك به ويلصق به ويقول الانسان انت فلان فيشير برأسه (5) أي نعم ويبكى وتأتى القردة إلى نسيبها وقريبها من الانس فيقول لها الانسان انت فلانة فتشير برأسها أي نعم وتبكى فيقول لهم الانس انا حذرناكم غضب الله وعقابه ان يصيبكم بخسف أو مسخ أو ببعض ما عنده من العذاب قال ابن عباس رضى الله عنهما فأسمع الله تعالى يقول (فانجينا الذين ينهون عن السوء واخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس
__________
(1) مص - هوى مطاعا وشحا متبعا (2) في مص - بدل مابين القوسين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنين (3) مد - يا أبا عباس (4) مص - وعقابه (5) مص - فيشير رأسه - (*)

الصفحة 92