كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 10)

فولدت الغيطلة: الْحَارِث بْن قَيْس، وَهُوَ صاحب الأوثان كَانَ كلما رأى حجرا أحسن من الَّذِي عنده أخذه وألقى مَا عنده، وفيه نزلت:
(أفرأيت من اتخذ إلهه هواه) [1] ومقيس بْن قَيْس، وعدي بْن قَيْس.
وَكَانَ فِي ولد قَيْس عرام، وفي بيت مقيس اقتسم الغزال الَّذِي سرق من الكعبة، وكانت لَهُ قينتان، وقد ذكرنا خبره فِي حديث أَبِي لهب حين كتبنا نسبه.
وَكَانَ مقيس بْن قَيْس بْن عدي سكر من خمر فجعل يخط ببوله نعامة أَوْ بعيرا، فلما أفاق أخبر بِذَلِكَ فحرم الخمر وَقَالَ:
لا تشرب الخمر إن الخمر فاضحة ... تزري بمن كَانَ ذا لب وذا كرم
حَتَّى يرى ضحكة فِي النَّاس محتقرا ... كأنما مسه طيف من اللمم
حَدَّثَنِي عَبَّاس بْن هِشَام الْكَلْبِيّ عَن أَبِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أقامت قُرَيْش بِمَكَّةَ لا يبغي بعضها عَلَى بعض، فكان أول من بغى من قُرَيْش بِمَكَّةَ المقايس، وهم: بنو قَيْس بْن عدي بْن سهم: تباغوا بينهم، فبعث اللَّه فأرة عَلَى ذبالة [2] فِيهَا نار فجرتها إِلَى خيام لهم فاحترقوا، ثُمَّ كَانَ من بني السباق بْن عَبْدِ الدار بْن قصي بغي وظلم، فألقى اللَّه عَلَيْهِم الفناء فقالت سبيعة بِنْت لاحب من بني نصر بْن مُعَاوِيَة وكانت عند عبد مَنَاف بْن كعب بْن سَعْد بْن تيم بْن مرة لابنها، وكان ذا شرارة وبغي وظلم:
__________
[1] سورة الجاثية- الاية: 33.
[2] الذبالة: الفتيلة. القاموس.

الصفحة 270