كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 10)

ولما تُوُفِّيَ الْقَاسِم بْن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ قَالَ العاص بْن وائل: قد انقطع نسل مُحَمَّد وَهُوَ أبتر. فأنزل الله: (إن شانئك هو الأبتر) [1] .
فولد العاص: عَمْرو بْن الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وأمه النابغة بِنْت خزيمة، وَهِيَ امْرَأَة من عترة سبيئة، يقال إنها ممن سقط إِلَى مَكَّةَ.
وهشام بْن العاص وأمه حرملة بِنْت هِشَام بْن الْمُغِيرَةِ.
وَقَالَ أَبُو اليقظان: يروى فِي الحديث أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [ «ابنا العاص مؤمنان» ] .

فأما عَمْرو بْن الْعَاصِ:،
ويكنى أبا عَبْد اللَّهِ، فإن الْمُسْلِمِينَ لما هاجروا إِلَى الحبشة، بعثته قُرَيْش فِي عدة من المشركين إِلَى النجاشي ليكيدوهم عنده ويسألوه إخراجهم عَن بلاده، وجعلوا لَهُ جعلا، وشرطوا لَهُ شروطا، فأبى إجابتهم إِلَى مَا سألوا، وجعل يحقق أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويخبرهم بصدقه، فانصرفوا إِلَى مَكَّةَ.
فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ عن الواقدي عن ابن أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سُهَيْلِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ مَوْلًى لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنْ عَمْرٍو قَالَ: أَسْلَمْتُ عِنْدَ النَّجَاشِيِّ، وَبَايَعْتُهُ عَلَى الإِسْلامِ، فَقَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِخَيْبَرَ، وَنَحْنُ فِي هُدْنَةِ الْحُدَيْبِيَةِ، فَلَمَّا رَجِعَ مِنْ خَيْبَرَ دَخَلْتُ عَلَيْهِ فَأَعْلَمْتُهُ قُدُومِي رَاغِبًا فِي الْهِجْرَةِ، وَفِي إِظْهَارِ الإِسْلامِ، وَأَنِّي أُحِبُّ أَنْ يَرَى رَسُولُ اللَّهِ أَثَرِي وَغِنَائِي فِي الإِسْلامِ، فَطَالَمَا كُنْتُ عَوَّنًا عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «الإسلام يجبّ ما قبله» .
__________
[1] سورة الكوثر- الاية: 3.

الصفحة 277