كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 10)

قسم فِي مجلس واحد صدقة جده خمسين ألفا، وفيه يَقُول الشاعر:
يَا عَمْرو إني بأرض غيرها وطني ... نائي المحلة فِي مطل وتمجيج
يَا ليت لِي بمكان الوهط منزلة ... من دونها ردم يأجوج ومأجوج
وولد عَمْرو بْن شعيب بالطائف، والوهط بالطائف. وَكَانَ شعيب بْن شعيب أخو عَمْرو بْن شعيب سريا، وكانت أم عَمْرو وشعيب ابني شعيب بْن مُحَمَّد من ولد عُبَيْد اللَّه بْن الْعَبَّاس بْن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وكانت أختهما عائذه بِنْت شُعَيْب بْن مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو بْن الْعَاصِ عند حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاس بْن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وكانت فائقة الجمال والعقل.

وأما هِشَام بْن العاص بْن وائل أخو عَمْرو بْن الْعَاصِ،
وَكَانَ قديم الإِسْلام هاجر إِلَى الحبشة فِي المرة الثانية، ثُمَّ قدم إِلَى مَكَّةَ للهجرة إِلَى الْمَدِينَة فحبسه أبوه، فلم يزل محبوسا بِمَكَّةَ حَتَّى مات أبوه العاص بْن وائل فِي آخر السنة الأولى من الهجرة، وله خمس وثمانون سنة، ثُمَّ حبسه قومه بعد أَبِيهِ فلم يزل يحتال حَتَّى تخلص وقدم عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد الخندق، وكانت غزاة الخندق فِي ذي القعدة سنة خمس، وَكَانَ من خيار الْمُسْلِمِينَ، وَكَانَ يكنى أبا العاص، فكناه رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا مطيع، وأمه حرملة بِنْت هِشَام بْن الْمُغِيرَةِ، وَأَبُو جهل خاله، وخرج مَعَ من وجهه أَبُو بَكْر الصديق إِلَى الشام، فقتل فِي قول الْكَلْبِيّ يَوْم أجنادين، وفي قول الْوَاقِدِيّ باليرموك، وَكَانَ أصغر سنا من عَمْرو بْن الْعَاصِ أخيه، وَلا عقب لهشام بْن العاص.
وَقَالَ أَبُو اليقظان: قيل لعمرو بْن العاص أأنت أفضل أم أخوك هِشَام؟ قَالَ: أقول فاحكموا: أمه أم حرملة بِنْت هِشَام بْن الْمُغِيرَةِ، وأمي عنزية، وَكَانَ أحب إِلَى أَبِيهِ مني، والوالد أعلم بولده، وأسلم قبلي، وتلك

الصفحة 282