كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 10)
أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مكانهم ذَلِكَ، وعزوا بإسلام حمزة، وعمر، وعلموا أنهما سيمنعان رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وينتصفان لَهُ من عدوه.
ولما أسلم عمر نزل جبريل فَقَالَ: قد استبشرنا باسلام عمر.
وعلموا أنهما سيمنعان رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وينتصفان لَهُ من عدوه.
ولما أسلم عمر نزل جبريل فَقَالَ: قد استبشرنا بإسلام عمر.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَمِّهِ ابْن شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيد بْن الْمُسَيِّب قَالَ: أَسْلَمَ عُمَرُ بَعْدَ أَرْبَعِينَ رَجُلا وَعَشْرِ نِسْوَةٍ، فَمَا هُوَ إِلا أَنْ أُسْلِمَ حَتَّى ظَهَرَ الإِسْلامُ بِمَكَّةَ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ مُتَقَلِّدًا السَّيْفَ فَلَقِيَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ فَقَالَ: أَيْنَ تَعْمَدَ يَا عُمَرُ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَنْ أَقْتُلَ مُحَمَّدًا، قَالَ: وَكَيْفَ تَأْمَنُ بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي زُهْرَةَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ؟ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ:
مَا أَرَاكَ إِلا قَدْ صَبَوْتَ. فَقَالَ لَهُ: أَفَلا أَدُلُّكَ عَلَى أُخْتِكَ وَخَتَنِكَ فَقَدْ صَبَآ وَتَرَكَا دِينَكَ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، فَمَشَى عمر متذمرا حتى أتاهما وَعِنْدَهُمَا خَبَّابُ بْنُ الأَرَتِّ، فَلَمَّا سَمِعَ خَبَّابٌ حِسَّ عُمَرَ تَوَارَى فِي الْبَيْتِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِمَا فَقَالَ: مَا هَذِهِ الْهَيْنَمَةُ الَّتِي سَمِعْتُهَا عِنْدَكُمْ؟ قَالَ: وَكَانُوا يَقْرَأُونَ:
طه. فَقَالا: حَدِيثٌ تَحَدَّثْنَاهُ بَيْنَنَا. فَقَالَ: لَعَلَّكُمَا قَدْ صَبَأْتُمَا؟ فَقَالَ خَتَنُهُ:
أَرَأَيْتَ يَا عُمَرُ إِنْ كَانَ الْحَقُّ فِي غَيْرِ دِينِكَ، قَالَ: فَوَثَبَ عَلَيْهِ عُمَرُ فَوَطِئَهُ وَطْئًا شَدِيدًا فَجَاءَتْ أُخْتُهُ فَدَفَعَتْهُ عَنْ زَوْجِهَا فَنَفَحَهَا نَفْحَةً بِيَدِهِ فَدَمَى وَجْهُهَا، فَقَالَتْ وَهِيَ غَضْبَى: يَا عُمَرُ إِنَّ الْحَقَّ لَفِي غَيْرِ دِينِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّه وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. فَقَالَ: أَعْطُونِي هَذَا الْكِتَابَ الَّذِي عِنْدَكُمْ أَقْرَأُهُ، وَكَانَ عُمَرُ يَقْرَأُ الْكُتُبَ، فَقَالَتْ أُخْتُهُ: إِنَّكَ نَجِسٌ، وَإِنَّهُ (لا يمسه
الصفحة 289