كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 10)

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، ثنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثنا خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [ «اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ بِأَحَبِّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ، عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ» .] فَكَانَ أَحَبَّهُمَا إِلَيْهِ عُمَرُ.
قَالُوا: ولما هاجر عمر إِلَى الْمَدِينَة نزل على رفاعة بن عبد المنذر بقباء، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ عمر وأَبِي بَكْرٍ، وبينه وبين عويم بْن ساعدة، ويقال بينه وبين معاذ بْن عفراء، وأقطعه رَسُول اللَّهِ منزله وخطه لَهُ، وشهد عمر بدرا، وأحدا والخندق، وجميع المشاهد، وَكَانَ ممن انكشف يَوْم أحد ممن غفر لَهُ، وخرج فِي عدة سرايا كَانَ أَمِير بعضها.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ رَوْحِ بْنِ عُبَادَةَ، ثنا عَوْفٌ عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَعْطَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمَر بْنَ الْخَطَّابِ اللِّوَاءَ بِخَيْبَرَ.
الْمَدَائِنِيُّ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ: أَنْشِدْنِي لأَشْعَرِ شُعَرَائِكُمْ زُهَيْرٍ، قُلْتُ: وَكَيْفَ جَعَلْتَهُ أَشْعَرَ شُعَرَائِنَا؟ قَالَ: لأَنَّهُ كَانَ لا يُعَاظِلُ [1] بَيْنَ الْكَلامِ، وَلا يَطْلُبُ حُوشِيَّهُ، وَلا يَمْدَحُ الرَّجُلَ إِلا بِمَا يَكُونُ فِي الرِّجَالِ، وَقَالَ عُمَرُ: أَشْعَرُ الشُّعَرَاءِ مَنْ يَقُولُ:
فَلَسْتُ بِمُسْتَبْقٍ أَخًا لا تَلُمُّهُ ... عَلَى شَعَثٍ أَيُّ الرِّجَالِ الْمُهَذَّبُ
وَهُوَ النَّابِغَةُ [2] .
__________
[1] عاظل في الكلام: حمل بعضه على بعض.
[2] ديوان النابغة الذبياني- ط. دار صادر، بيروت ص 18.

الصفحة 300