كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 10)
الْيَمِينُ؟ فَأَخْرَجَهَا فَإِذَا هِيَ مَقْطُوعَةٌ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ: أُصِيبَتْ يَدَيَّ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ. قَالَ: فَمَنْ يُوَضِّئُكَ؟ قَالَ: أَتَوَضَّأُ بِشِمَالِي وَيُعِينُ اللَّهُ، قَالَ:
فَأَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: الْيَمَنَ إِلَى أُمٍّ لِي لَمْ أَرَهَا مُنْذُ كَذَا وَكَذَا سَنَةٍ. قَالَ: وَبَرٌّ أَيْضًا، فَأَمَرَ لَهُ بِخَادِمٍ وَخَمْسَةِ أَبَاعِرَ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ وَأَوْقَرَهَا لَهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ، ثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ عَنْ مُجَالِدٍ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَتَذَاكَرُوا الأَحْسَابَ، فَقَالَ عُمَرُ: حَسَبُ الْمَرْءِ دِينُهُ، وَمُرُوءَتُهُ خُلُقُهُ، وَأَصْلُهُ عَقْلُهُ.
حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الأَسْوَدُ ثنا وَكِيعٌ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: لَلْخَرَقُ فِي الْمَعِيشَةِ أَخْوَفُ عِنْدِي عَلَيْكُمْ مِنَ الْعَوْنِ، أَنَّهُ لا يَقِلُّ قَلِيلٌ مَعَ الإِصْلاحِ، وَلا يَبْقَى كَثِيرٌ مَعَ الْفَسَادِ.
حَدَّثَنِي رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ عَنْ أَبِي زَيْدٍ سَعِيدِ بْنِ أَوْسٍ الأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: مَنِ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ سَتَرَهُ اللَّهُ.
حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ عُمَرَ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عدي عَنِ ابن عياش عن أَبِيهِ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: رَأَى عُمَرُ رَجُلَيْنِ يَتَفَاخَرَانِ فَقَالَ: إِنْ كَانَ لَكُمَا تُقًى فَلَكُمَا حَزْمٌ، وَإِنْ كَانَ لَكُمَا دِينٌ فَلَكُمَا حَسَبٌ، وَإِنْ كَانَ لَكُمَا عَقْلٌ فَلَكُمَا مُرُوءَةٌ وَإِنْ كَانَ لَكُمَا مَالٌ تَعُودَانِ بِفَضْلِهِ فَلَكُمَا شَرَفٌ، وَإِلا فَأَنْتُمَا شَرٌّ مِنْ حِمَارَيْنِ، وَلَئِنْ رَأَيْتُكُمَا تعودان للتفاخر لأُوجِعَنَّ رُءُوسَكُمَا.
وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِح الْمُقْرِئُ عَن أَبِي زُبَيْدٍ عَبْثَرٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: الْكَفَافُ مَعَ الْقَصْدِ أَكْفَى مِنَ السَّعَةِ مَعَ الإِسْرَافِ.
حَدَّثَنِي عَبَّاس بْن هِشَام الكلبي عن أبيه عن جَدِّهِ قَالَ: وَفَدَ عَلَى
الصفحة 312