كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 10)
وَحَدَّثَنَا عَمْروُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ سُفْيَانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ أَخْبَرَنِي شَيْخٌ لَنَا قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى مَكَّةَ فَمَا ضَرَبَ فُسْطَاطًا حَتَّى رَجَعَ كَانَ يَسْتَظِلُّ بِالنَّطْعِ.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الزَّهْرَانِيُّ أَبُو الرَّبِيعِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، أَنْبَأَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: صَحِبْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ فِي الْحَجِّ ثُمَّ رَجَعْنَا فَمَا ضَرَبَ فُسْطَاطًا، وَلا كَانَ لَهُ بِنَاءٌ يَسْتَظِلُّ بِهِ، إِنَّمَا كَانَ يُلْقِي نَطْعًا أَوْ كِسَاءً عَلَى شَجَرَةٍ فَيَسْتَظِلُّ تَحْتَهُ.
حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ الأُبَلِّيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَقُولُ: لأَمِيرُ جَيْشٍ مِنْ جُيُوشِ الْمُسْلِمِينَ أَهَمُّ إِلَيَّ مِنْ أَمِيرِ مِصْرٍ مِنَ الأَمْصَارِ، لأَنَّ صَاحِبَ الْمِصْرِ يُرِيدُ الأَمْرَ فَيُرَاجِعُنِي، وَصَاحِبُ الْجَيْشِ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُرَاجِعُنِي.
حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا الصَّعْقُ بْنُ حَزْنٍ، أنبأ عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ إِذَا بَعَثَ عُمَّالَهُ أَوْصَاهُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَقَالَ: لا تَضْرِبُوا الْمُسْلِمِينَ فَتُذِلُّوهُمْ، وَلا تُجَمِّرُوهُمْ فَتَفْتِنُوهُمْ، وَلا تَحْرِمُوهُمْ فَتُكَفِّرُوهُمْ، وَلا تَرْكَبُوا بِرْذَوْنًا، وَلا تَأْكُلُوا نَقِيًّا، وَلا تُغْلِقُوا بَابًا دُونَ حَاجَةِ الْمُسْلِمِينَ، وَأَقِلُّوا الرِّوَايَةَ، وَجَرِّدُوا الْقُرْآنَ.
حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، ثنا عُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَصَمُّ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ عَنْ الْحَسَنِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عُرِضَ عَلَيْهِ أَنْ يَحْمِلَ جَيْشًا فِي السُّفُنِ فِي الْبَحْرِ فَقَالَ: أَحْمِلُ أُمَّةً عَلَى لَوْحٍ فَأُغْرِقُهُمْ، لا وَاللَّهِ لا أَفْعَلُ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أنبأ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ يَعْلَى عَنْ نَافِعٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: لا يَسْأَلُنِي اللَّهُ عَنْ رُكُوبِ الْمُسْلِمِينَ بَحْرًا أَبَدًا.
الصفحة 316