كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 10)
الْمُؤْمِنِينَ لَقَدِ اسْتَعْمَلْتَ قَوِيًّا أَمِينًا. قَالَ: مَنْ؟ قَالَ: ابْنَ مُطِيعٍ اسْتَعْمَلْتَهُ عَلَى الْكُوفَةِ. قَالَ: وَيْحَكَ مَنْ أَخْبَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ: السِّقَايَاتُ يَتَحَدَّثْنَ بِهِ فِي الطُّرُقِ، قَالَ: فَهَلْ عِنْدَكَ خَيْرٌ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: اذْهَبْ فَخُذِ الْعَهْدَ مِنْهُ، ثُمَّ اذْهَبْ إِلَى الْكُوفَةِ، وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ الَّذِي كَانَ وَلاهُ قَبْلَ الْمُغِيرَةِ جُبَيْرُ بْنُ مطعم.
[الإدارة زمن عمر]
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْوَاقِدِيِّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ عمه الزهري وغيره قَالُوا: كَانَ عُمَرُ أَوَّلَ مَنْ دُعِيَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَوَّلَ مَنْ أَرَّخَ لِلْكُتُبِ أَرَّخَهَا فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ عَشْرٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَأَوَّلَ مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ فِي الصُّحُفِ، وَأَوَّلَ مَنْ سَنَّ قِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَجَمَعَ النَّاسَ عَلَى ذَلِكَ، وَكَتَبَ بِهِ إِلَى الْبُلْدَانِ، وَذَلِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: نُورُ اللَّهِ لِعُمَرَ كَمَا نُورُ مَسَاجِدِنَا، وَجَعَلَ عُمَرُ بِالْمَدِينَةِ قَارِئَيْنِ: قَارِئًا لِلرِّجَالِ وَقَارِئًا لِلنِّسَاءِ يُصَلِّي بِهِنَّ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ ضَرَبَ فِي الْخَمْرِ ثَمَانِينَ، وَضَرَبَ فِي السُّكْرِ ثَمَانِينَ، وَقَالَ: مَنْ سَكِرَ شَتَمَ فَأَبْلَغَ بِهِ إِذَا صَحَا حَدَّ الْقَاذِفِ، وَكَانَ أَوَّلُ مَنِ اشْتَدَّ عَلَى أَهْلِ الرِّيَبِ، وَأَحْرَقَ عُمَرُ بَيْتَ رُوَيْشِدٍ الثَّقَفِيِّ، وَكَانَ حَانُوتًا، وَغَرَّبَ رَبِيعَةَ بْنَ أُمَيَّةَ الْجُمَحِيَّ إِلَى خَيْبَرَ، وَكَانَ صَاحِبَ شَرَابٍ، فَدَخَلَ أَرْضَ الرُّومِ فَارْتَدَّ، وَكَانَ عُمَرُ أَوَّلَ مَنْ عَسَّ عَلَيْهِ فِي عَمَلِهِ بِالْمَدِينَةِ، وَحَمَلَ الدَّرَّةَ وَأَدَّبَ بِهَا حَتَّى قِيلَ بَعْدَهُ: لَدِرَّةُ عُمَرَ أَهْيَبُ مِنْ سَيْفِكُمْ هَذَا، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ فَتَحَ الْفُتُوحَ، بَعْدَ الَّذِي فُتِحَ فِي أَيَّامِ أَبِي بَكْرٍ، فَتَحَ الْجَزِيرَةَ، وَطَائِفَةً مِنَ الشَّامِ، وَفَتَحَ مِصْرَ وَالسَّوَادَ، وَوَضَعَ الْخَرَاجَ عَلَى الأَرْضِ وَالْجِزْيَةَ عَلَى الطَّبَقَاتِ، وَقَالَ: لا يَعُوزُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ دِرْهَمٌ فِي الشَّهْرِ، فَبَلَغَ خَرَاجُ السَّوَادِ عَلَى عَهْدِهِ مِائَةَ أَلْفِ أَلْفٍ وَعِشْرِينَ أَلْفِ أَلْفِ وَافٍ، وَالْوَافِي وَزْنُ مِثْقَالٍ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ مَصَّرَ الْكُوفَةَ وَالْبَصْرَةَ، وَالْجَزِيرَةَ، وَالشَّامَ وَالْمَوْصِلَ، وَأَنْزَلَهَا
الصفحة 322