كتاب أنساب الأشراف للبلاذري (اسم الجزء: 10)
حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: إِمَامُنَا فِي الجماعة عمر، وإمامنا في الفتنة ابنه.
[عمر بن الخطاب]
حَدَّثَنَا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَلْقَى الْحَصَى فِي مَسْجِد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَكَانَ النَّاسُ إِذَا رَفَعُوا رُؤُوسَهُمْ مِنَ السُّجُودِ نَفَضُوا أَيْدِيَهُمْ، فَأَمَرَ بِالْحَصَى فَجِيءَ بِهِ مِنَ الْعَقِيقِ فَبُسِطَ فِي مَسْجِد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ عَنْ أَبِيهِ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيِّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: لا يُرْحَمْ مَنْ لا يَرْحَمْ وَلا يُغْفَرُ لِمَنْ لا يَغْفِرُ، وَلا يُوقَى مَنْ لا يَتَوَقَّى، وَلا يُتَابُ عَلَى مَنْ لَمْ يَتُبْ.
قَالَ: وَقَالَ شُعْبَةُ: أُتِيَ عُمَرُ بِصَبِيٍّ لَهُ فَحَمَلَهُ فِي حِجْرِهِ، وَأَقْبَلَ يُقَبِّلُهُ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ حَضَرَهُ، وَهُوَ ابْنُ الْمُنْتَفِقِ [1] : مَا فَعَلْتُ مِثْلَ هَذَا بِصَبِيٍّ لِي قَطُّ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنْ كَانَ اللَّهُ قَدْ نَزَعَ الرَّحْمَةَ مِنْ قَلْبِكَ فَمَا ذَنْبِي! وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الأَعْيَنُ، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنِ ابْنِ الْمُنْتَفِقِ أَنَّهُ رَأَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يُقَبِّلُ ابْنَهُ فَقَالَ: أَتُقَبِّلُ ابْنَكَ وَأَنْتَ خَلِيفَةٌ، وَاللَّهِ لَوْ كُنْتُ مِثْلَكَ مَا قَبَّلْتُ ابْنًا لِي أَبَدًا، فَقَالَ عُمَرُ: وَمَا ذَنْبِي إِنْ كَانَ اللَّهُ قَدْ نَزَعَ الرَّحْمَةَ مِنْكَ! إِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ.
الْمَدَائِنِيُّ عَنْ عَوَانَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: مَنْ عَذِيرِي مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، إِنِ اسْتَعْمَلْتُ عَلَيْهِمُ الضَّعِيفَ حَقَّرُوهُ وَإِنِ اسْتَعْمَلْتُ عَلَيْهِمُ الْقَوِيَّ فَجَّرُوهُ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. أَيْنَ أَنْتَ عَنْ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: ذَاكَ
__________
[1] عبد الله بن المنتفق، له ترجمة في أسد الغابة ج 4 ص 416.
الصفحة 325