كتاب جامع المسانيد والسنن (اسم الجزء: 10)

المتقبلون؟ قال: ((فرقة يفدون من هذه الأمة مع نبيهم إلى ربهم)) (¬1) .
¬_________
(¬1) مسند أحمد، 3/431، 4/206.
13475 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، ثنا عوف، حدثني أبو القموص زيد بن علي، حدثني أحد الوفد الذين وفدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من وفد عبد القيس. قال: وأهدينا له فيما يهدى نوطاً، أو قربة من تعضوضن أو برني. فقال: ((ماهذا؟)) قلنا: هذا هدية قال: وأحسبه قال: نظر إلى تمرة منها فأعادها مكانها وقال: ((بلغوها آل محمد)) قال: فسأله القوم عن أشياء حتى، سألوه عن الشراب، فقال: ((لاتشربوا في دباء (¬1) ، ولاحنتم (¬2) ،
ولامزفت (¬3) ، اشربوا في الحلال الموكئ عليه)) قال له قائلنا: يارسول الله، مايدريك ما الدباء، والحنتم، والنقير (¬4) ، والمزفت؟ قال: ((أنا لاأدري ماهية، أي هجر أعز، قلنا
¬_________
(¬1) الدباء: هو القرع، واحد دباءة، كانوا ينتبذون فيها فتسرع الشدة في الشراب. انظر: النهاية، 1/96.
(¬2) الحنتم: جرار مدهونة خضر، كانت تحمل الخمر فيها إلى المدينة، ثم اتسع فيها فقيل للخزف كله حنتم. انظر: النهاية، 1/448.
وأورد ابن أبي موسى قول الهروي في الغريبين نقلاً عن الحربي تفسيراً مفصلاً للحنتم والمعنى في تحريم مافيه على ثلاثة وجوه:
أحدهما: أنها جرار مزفته يعين على شدة مانبذ فيه، فيقرب من المسكر، وإن لم يبلغه.
والثاني: أنها جرار كانت تحمل فيها الخمر، فنهى أن ينبذ فيها مخافة أن لم يمنع غسلها، فيكون فيها طعم الخمر وريحها.

والثالث: أنها جرار تعمل من طين، عجن بالدم والشعر، فنهى عنها ليمتنع من يعملها، وهذا قول عطاء، وقيل إنها خضر تضرب إلى الحمرة، ثم يقال للخزف كله حنتم. انظر: المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث لأبي موسى المديني، 1/508.
(¬3) المزفت: هو الإناء الذي طلي بالزفت، وهو نوع من القار، ثم انتبذ فيه. انظر: النهاية، 1/304.
(¬4) النقير: أصله النخلة ينقر وسطه ثم ينبذ فيه التمر، ويلقى عليه الماء ليصير نبيذاً مسكراً. انظر: النهاية، 5/104.

الصفحة 467