كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 10)

ذلك; وبين أهل العلم أن مثل هذا هو الشرك الأكبر، وأنت ذكرت في كتابك: ما تقول يا أخي؟ ما لنا والله دليل إلا من كلام أهل العلم; وأنا أقول: كلام أهل العلم رضى، وأنا أنقله لك، وأنبهك عليه، فتفكر فيه، وقم لله ساعة ناظرا ومناظرا مع نفسك، ومع غيرك.
فإن عرفت أن الصواب معي، وأن دين الإسلام اليوم من أغرب الأشياء - أعني دين الإسلام الصرف، الذي لا يمزج بالشرك والبدع، وأما الإسلام الذي ضده الكفر، فلا شك أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم آخر الأمم، وعليها تقوم الساعة - فإن فهمت أن كلامي هو الحق فاعمل لنفسك؛ واعلم أن الأمر عظيم، والخطب جسيم، فإن أشكل عليك شيء، فسفرك إلى المغرب في طلبه غير كثير، واعتبر لنفسك حيث كتبت لي فيما مضى، أن هذا هو الحق الذي لا شك فيه، لكن لا نقدر على التغيير، وتكلمت بكلام حسن.
فلما غربلك الله بولد المويس، ولبس عليك، وكتب لأهل الوشم يستهزئ بالتوحيد، ويزعم أنه بدعة، وأنه خرج من خراسان، ويسب دين الله ورسوله، لم تفطن لجهله وعظم ذنبه، وظننت أن كلامي فيه من باب الانتصار للنفس؛ وكلامي هذا لا يغيرك، فإن مرادي أن تفهم أن الخطب جسيم، وأن أكابر أهل العلم يتعلمون هذا،

الصفحة 16