كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 10)

شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} 1؛وبهذا الطريق وأمثالها، كان مبادي ظهور الكفر، من عبادة الأصنام وغيرها.
ومن هذا القسم، ما قد عم الابتلاء به، من تزيين الشيطان للعامة تخليق الحيطان، والعمد، وسرج مواضع في كل بلد، يحكي لهم حاك: أنه رأى في منامه أحدا ممن شهر بالصلاح؛ فيفعلون ذلك، ويظنون أنهم يتقربون إلى الله، ثم يجاوزون ذلك، إلى أن يعظم وقع تلك الأماكن في قلوبهم، ويرجون الشفاء لمرضاهم، وقضاء حوائجهم بالنذر لهم، وهي ما بين عيون، وشجر، وحائط وحجر.
وفي دمشق - صانها الله من ذلك - مواضع متعددة، كعوينة الحمى، والشجرة الملعونة خارج باب النصر، سهل الله قطعها، فما أشبهها بذات أنواط; ثم ذكر كلاما طويلا - إلى أن قال: أسأل الله الكريم معافاته من كل ما يخالف رضاه، ولا يجعلنا ممن أضله فاتخذ إلهه هواه. فتأمل ذكره في هذا النوع، أنه نبذ لشريعة الإسلام، وأنه خروج عن الإيمان، ثم ذكر أنه عم الابتلاء به في الشام.
فأنت قل لصاحبكم: هؤلاء العلماء من الأئمة الأربعة، ذكروا أن الشرك عم الابتلاء به وغيره، وصاحوا
__________
1 سورة الشورى آية: 21.

الصفحة 24