كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 10)

أين هذا من قول صاحبكم لأهل الوشم في كتابه - لما ذكروا له: إن في بلدانكم شيئا من الشرك -: يأبى الله أن يكون ذلك في المسلمين؟ وكلام هؤلاء الأئمة من أهل المذاهب الأربعة، أعظم وأعظم وأطم، مما قال ابن عبدان وصاحبه، في أهل زمانهما، أفترى هؤلاء العلماء أتوا فرية عظيمة، ومقالة جسيمة؟ فهذا ما يسر الله نقله، من كلام أهل العلم، على سبيل العجلة.
فأنت تأمله تأملا جيدا، واجعل تأملك لله، مستعيذا بالله من اتباع الهوى، ولا تفعل فعلك أولا، ولما ذكرت لك: أنك تأمل كلامي وكلامه، فإن كان كلامي صحيحا لا مجازفة فيه، وأن شاميكم لا يعرف معنى لا إله إلا الله، ولا يعرف عقيدة الإمام أحمد، وعقيدة الذين ضربوه، فاعرف قدره، فهو بغيره أجهل; واعرف أن الأمر أمر جليل، فإن كان كلامي باطلا، ونسبت رجلا من أهل العلم إلى هذه الأمور العظيمة، بالكذب والبهتان، فالأمر أيضا عظيم، فأعرضت عن ذلك كله، وكتبت لي كتابا في شيء آخر.
فإن كان مرادك اتباع الهوى - أعاذنا الله منه -، وأنك مع ولد المويس كيف كان، فاترك الجواب، فإن بعض الناس يذكرون عنك، أنك صرت معه، لأجل شيء من أمور الدنيا؛ وإن كنت مع الحق، فلا أعذرك من تأمل

الصفحة 28