كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 10)

الحق، وأنت تشهد به ليلا ونهارا، وإن جحدت هذا، شهد عليك الرجال والنساء; ثم هذه الشهادة "أن هذا دين الله"، أنت وأبوك مجتهدان في عداوة هذا الدين، ليلا ونهارا، ومن أطاعكما، وتبهتون وترمون المؤمنين بالبهتان العظيم، وتصورون على الناس الأكاذيب الكبار؛ فكيف تشهد أن هذا دين الله، ثم تتبين في عداوة من تبعه؟!
الوجه الثاني: أنك تقول إني أعرف التوحيد، وتقر أن من جعل الصالحين وسائط، فهو كافر، والناس يشهدون عليك أنك تروح للمولد، وتقرؤه لهم، وتحضرهم وهم ينخون ويندبون مشايخهم ويطلبون منهم الغوث والمدد، وتأكل اللقم من الطعام المعد لذلك؛ فإذا كنت تقر: أن هذا كفر، فكيف تروح لهم، وتعاونهم عليه، وتحضر كفرهم؟!
الوجه الثالث: أن تعليقهم التمائم، من الشرك، بنص رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد ذكر تعليق التمائم صاحب الإقناع، في أول الجنائز؛ وأنت تكتب الحجب، وتأخذ عليها شرطا، حتى إنك تكتب لامرأة حجابا، لعلها تحبل، وشرطت لك أحمرين، وطالبتها تريد الأحمرين، فكيف تقول: إني أعرف التوحيد، وأنت تفعل هذه الأفاعيل؟ وإن أنكرت، فالناس يشهدون عليك بهذا.
الوجه الرابع: أنك تكتب في حجبك طلاسم، وقد ذكر في الإقناع أنها من السحر، والسحر يكفر صاحبه؛ فكيف تفهم التوحيد، وأنت تكتب الطلاسم؟ وإن جحدت

الصفحة 32