كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 10)

خلاف ما عليه الرسل وأتباعهم، فإنهم يجاهدون {حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} 1.
وأما قولك: أبغي أشاور إبراهيم، فلا أود أن تصير ثالثا لابن عباد، يقول: أي شيء أفعل بالعناقر، وإلا فالحق واضح، ونصحتهم وبينت لهم، وابن عيد أنت خابره، حاول إبراهيم في الدخول في الدين، وتعذر الناس أن إبراهيم ممتنع، يا سبحان الله! إذا كان أهل الوشم، وأهل سدير وغيرهم، يقطعون: أن كل مطوع في قرية، لو ينقاد شيخها، ما منهم من أحد يتوقف، كيف يكون قدر الدين عندكم؟ كيف قدر رضى الله والجنة؟ كيف قدر النار وغضب الله؟
ولكن أود أن تفكر فيما تعلم، لما اختلف الناس بعد مقتل عثمان، وبإجماع أهل العلم: أنهم لا يقال فيهم إلا الحسنى، مع أنهم عثوا في دمائهم؛ ومعلوم أن كلا من الطائفتين، أهل العراق وأهل الشام، معتقدة أنها على الحق، والأخرى ظالمة، ونبغ من أصحاب علي من أشرك بعلي، وأجمع الصحابة على كفرهم وردتهم، وقتلهم، لكن حرقهم علي، وابن عباس يرى قتلهم بالسيف.
أترى أهل الشام، لو حملهم مخالفة علي على الاجتماع بهم، والاعتذار عنهم، والمقاتلة معهم لو امتنعوا، أترى أحدا من الصحابة، يشك في كفر من التجأ
__________
1 سورة الأنفال آية: 39.

الصفحة 79