كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 10)

إليهم؟ ولو أظهر البراءة من اعتقادهم، وإنما التجأ إليهم وزين مذهبهم لأجل الاقتصاص من قتلة عثمان؟ فتفكر في هذه القضية، فإنها لا تبقي شبهة إلا على من أراد الله فتنته.
وغير ذلك قولك: أريد أمانا على كذا وكذا; فأنت مخالف، والخاص والعام يفرحون بمجيئك، مثلما فرحوا بمجيء ابن غنام، والمنقور، وابن عضيب، مع أن ابن عضيب أكثر الناس سبا لهذا الدين إلى الآن، وراحوا موقرين محشومين، كيف لو تجيء أنت؟ كيف تظن أن يجيئك ما تكره؟ فإن أردت تجديد الأمان على ما بغيت، فاكتب لي، وإن لم تأتنا فكما قال ابن القيم في النونية:
يا فرقة جهلت نصوص نبيها ... وقصوده وحقائق الإيمان
فسطوا على أتباعه وجنوده ... بالبغي والتكفير والطغيان
لله حق لا يكون لغيره ... ولعبده حق هما حقان
لا تجعلوا الحقين حقا واحدا ... من غير تمييز ولا فرقان
المراد تعريفك، لما صدقتك أن لك نظرا في الحق، أن في ذلك الزمان من يكفر العلماء، إذا ذكروا التوحيد، ويظنونه تنقيصا للنبي صلى الله عليه وسلم، فما ظنك بزمانك هذا؟ وإذا كان المكفرون ممن يعدون من علمائهم، فما ظنك بولد المويس وفاسد وأمثالهما؟ يوضحه تسجيلهم على جواب علماء مكة، ونشره، وقراءته على جماعتهم، ودعوتهم إليه.

الصفحة 80