كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية (اسم الجزء: 10)

وذكر ابن عبد الهادي، في مناقب الشيخ، لما ذكر المحنة التي نالته، بسبب الجواب في شد الرحل، فالجواب الذي كفروه بسببه، ذكر أن كلامه في هذا الكتاب أبلغ منه؛ فالعجب إذا كان الكتاب عندك، وعلماء في زمن الشيخ كفروه بكلام دونه، فكيف بالمويس وأمثاله لا يكفروننا بمحض التوحيد؟!
وذكر ابن القيم في النونية ما يصدق هذا الكلام، لما قالوا له: إنك مثل الخوارج، رد عليهم بقوله:
من لي بمثل خوارج قد كفروا ... بالذنب تأويلا بلا حسبان
ثم ذكر في البيت الثاني: ان هؤلاء يكفروننا بمحض الإيمان، والخوارج يكفرون بالذنوب، وكلامي هذا تنبيه أن إنكار التوحيد متقدم، وكذلك التكفير لمن اتبعه، وأنت لا تعتقد أن الزمان صلح بعدهم، ولا تعتقد أن المويس وأمثاله أجل وأورع من أولئك الذين كفروا الشيخ وأتباعه، وعد ابن عبد الهادي من كتبه كتاب "الاستغاثة" مجلدا، وجاءنا من الشام مع مربد.
وسببه: أن رجلا من فقهاء الشافعية، يقال له ابن البكري، عثر على جواب للشيخ في الاستغاثة بالموتى في الشدائد، فأنكر ذلك، وصنف مصنفا في جواز الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل ما يستغاث الله فيه، وصرح بتكفير الشيخ

الصفحة 81