كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 10)

§أَبُو إِسْحَاقَ الْآجُرِّيُّ فَمِنْهُمْ أَبُو إِسْحَاقَ الْآجُرِّيُّ إِبْرَاهِيمُ بَغْدَادِيٌّ لَهُ الْآيَاتُ الْعَجِيبَةُ وَالْكَرَامَاتُ اللَّطِيفَةُ
أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ الْخَلَدِيُّ، فِي كِتَابِهِ , وَحَدَّثَنِي عَنْهُ أَبُو عُمَرَ الْعُثْمَانِيُّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ مَسْرُوقٍ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الْجُرَيْرِيُّ، وَأَبُو أَحْمَدَ الْمَغَازِلِيُّ وَغَيْرُهُمْ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْآجُرِّيِّ، قَالُوا: جَاءَ يَهُودِيٌّ يَقْتَضِيهِ شَيْئًا مِنْ ثَمَنِ قَصَبٍ فَكَلَّمَهُ فَقَالَ لَهُ: أَرِنِي شَيْئًا أَعْرِفُ بِهِ شَرَفَ الْإِسْلَامِ وَفَضْلَهُ عَلَى دِينِي حَتَّى أُسْلِمَ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: وَتَفْعَلُ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ لَهُ: «هَاتِ رِدَاءَكَ، قَالَ §فَأَخَذَهُ فَجَعَلَهُ فِي رِدَاءِ نَفْسِهِ وَلَفَّ رِدَاءَهُ عَلَيْهِ وَرَمَى بِهِ فِي النَّارِ نَارُ تَنُّورِ الْآجُرِّ وَدَخَلَ فِي أَثَرِهِ فَأَخَذَ الرِّدَاءَ وَخَرَجَ مِنَ الْبَابِ فَفَتَحَ رِدَاءَ نَفْسِهِ وَهُوَ صَحِيحٌ وَأَخْرَجَ رِدَاءَ الْيَهُودِيِّ حَرِقًا أَسْوَدَ مِنْ جَوْفِ رِدَاءِ نَفْسِهِ فَأَسْلَمَ الْيَهُودِيُّ»
أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، فِي كِتَابِهِ قَالَ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدُونَ الزُّجَاجَ، يَقُولُ: قَالَ لِي إِبْرَاهِيمُ الْآجُرِّيُّ: «يَا غُلَامُ، §لَأَنْ تَرُدَّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هَمِّكَ ذَرَّةً خَيْرٌ لَكَ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ»
§الْقَاسِمُ الْجُرَيْرِيُّ وَمِنْهُمُ الْقَاسِمُ الْجُرَيْرِيُّ كَانَ فِي حَالِهِ مُسَدَّدًا وَمِنْ أَسْبَابِ الدُّنْيَا مُجَرَّدًا كَانَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ يَزُورُهُ فِيمَا أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: دَخَلَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ عَلَى الْقَاسِمِ الْجُرَيْرِيِّ عَائِدًا فِي مَرَضِهِ فَوَجَدَ تَحْتَ رَأْسِهِ لَبِنَةً طَارِحًا نَفْسَهُ عَلَى قِطْعَةٍ بِازِيَّةٍ خَلِقَةٍ فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ جِيرَانُهُ: قَدْ جَاوَرَنَا ثَلَاثِينَ سَنَةً فَمَا سَأَلَنَا حَاجَةً قَطُّ
§أَبُو يَعْقُوبَ الزَّيَّاتُ وَمِنْ أَقْرَانِهِ أَبُو يَعْقُوبَ الزَّيَّاتُ: كَانَ مُغْتَنِمًا لِوَقْتِهِ مُشْتَغِلًا بِنَفْسِهِ يُرَاعِي خَطَرَاتِهِ وَيَشْتَغِلُ بِخَلَوَاتِهِ، كَانَ جَمَاعَةُ النُّسَّاكِ يُعَظِّمُونَ حَالَهُ
أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، فِي كِتَابِهِ , وَحَدَّثَنِي عَنْهُ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: دَقَقْتُ عَلَى أَبِي يَعْقُوبَ الزَّيَّاتِ بَابَهُ فِي -[224]- جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا فَقَالَ: مَا كَانَ لَكُمْ شُغْلٌ فِي اللَّهِ يَشْغَلُكُمْ عَنِ الْمَجِيءِ إِلَيَّ؟ قَالَ: الْجُنَيْدُ: فَقُلْتُ: إِذَا كَانَ مَجِيئُنَا إِلَيْكَ مِنْ شُغْلِنَا بِهِ لَا نَنْقَطِعُ عَنْهُ، فَفَتَحَ الْبَابَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فِي التَّوَكُّلِ فَأَخْرَجَ دِرْهَمًا كَانَ عِنْدَهُ ثُمَّ أَجَابَنِي فَأَعْطَى التَّوَكُّلَ حَقَّهُ ثُمَّ قَالَ: اسْتَحْيَيْتُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ أُجِيبَكَ وَعِنْدِي شَيْءٌ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا قَوْلُكَ فِي رَجُلٍ لَهُ فِي كُلِّ عِلْمٍ مِنَ الْعُلُومِ حَظٌّ وَيُحْسِنُ الْقِيَامَ بِصِفَاتِ الْحَقِّ وَصِفَاتِ الْخَلْقِ؟ تَرَى مُجَالَسَةَ النَّاسِ؟ فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ أَنْتَ وَإِلَّا فَلَا، وَذَكَرَ يَوْمًا لِبَعْضِ الْمُرِيدِينَ، تَحْفَظُ الْقُرْآنَ؟ فَقَالَ: لَا، فَقَالَ: وَاغَوْثَا بِاللَّهِ، مَرِيدٌ لَا يَحْفَظُ الْقُرْآنَ كَأُتْرُجَّةٍ لَا رِيحَ لَهَا، فَيِمَا يَتَنَعَّمُ؟ فَيِمَا يَتَرَنَّمُ؟ فَيِمَا يُنَاجِي رَبَّهُ؟ §أَمَا تَعْلَمُ أَنَّ عَيْشَ الْعَارِفِينَ سَمَاعُ النَّغَمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَغَيْرِهِمْ "

الصفحة 223