كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 10)

أَسْنَدَ الْحَدِيثَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فَضْلَوَيْهِ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُنَازِلٍ، ثنا حَمْدُونُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَصَّارُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ الزَّرَّاعُ، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ، عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ جَسَدِهِ فِيمَا أَبْلَاهُ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ؟ وَأَيْنَ وَضَعَهُ؟ وَعَنْ عِلْمِهِ، مَا عَمِلَ فِيهِ؟»
§مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ الشَّيْخُ: وَمِنْ حُكَمَاءِ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمُتَأَخِّرِينَ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ بَلْخِيُّ الْأَصْلِ سَكَنَ سَمَرْقَنْدَ صَحِبَ أَحْمَدَ بْنَ خَضْرَوَيْهِ الْمَرْوَزِيَّ، وَسَمِعَ الْحَدِيثَ الْكَثِيرَ مِنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ وَمَنْ فِي طَبَقَتِهِ
سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيَّ بِنَيْسَابُورَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ -[233]- الْفَضْلِ، يَقُولُ: " §الرَّحْمَنُ هُوَ الْمُحْسِنُ إِلَى الْبَرِّ وَالْفَاجِرِ، وَقَالَ: ذَهَابَ الْإِسْلَامِ مِنْ أَرْبَعَةٍ: أَوَّلُهَا لَا يَعْمَلُونَ بِمَا يَعْلَمُونَ، وَالثَّانِي يَعْمَلُونَ بِمَا لَا يَعْلَمُونَ، وَالثَّالِثُ لَا يَتَعَلَّمُونَ مَا لَا يَعْلَمُونَ، وَالرَّابِعُ يَمْنَعُونَ النَّاسَ مِنَ التَّعَلُّمِ وَقَالَ: الدُّنْيَا بَطْنُكَ فَبِقَدْرِ زُهْدِكَ فِي بَطْنِكَ زُهْدُكَ فِي الدُّنْيَا، وَقَالَ: الْعَجَبُ مِمَّنْ يَقْطَعُ الْأَوْدِيَةَ وَالْمَفَاوِزَ وَالقِفَارَ لِيصِلَ إِلَى بَيْتِهِ وَحَرَمِهِ لِأَنَّ فِيهِ آثَارَ أَنْبِيَائِهِ وَكَيْفَ لَا يَقْطَعُ نَفْسَهُ وَهَوَاهُ حَتَّى يَصِلَ إِلَى قَلْبِهِ فَإِنَّ فِيهَ آثَارَ مَوْلَاهُ "

الصفحة 232