كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 10)
وَقَالَ مُحَمَّدٌ: «§لَيْسَ فِي الدُّنْيَا حِمْلٌ أَثْقَلُ مِنَ الْبِرِّ لِأَنَّ مَنْ بَرَّكَ فَقَدْ أَوْثَقَكَ وَمَنْ جَفَاكَ فَقَدْ أَطْلَقَكَ»
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ التِّرْمِذِيَّ، يَقُولُ: " §مَنْ جَهِلَ أَوْصَافَ الْعُبُودِيَّةِ فَهُوَ بِنُعُوتِ الرُّبُوبِيَّةِ أَجْهَلُ وَقَالَ: الدُّنْيَا عَرُوسُ الْمُلُوكِ وَمِرْآةُ الزُّهَّادِ أَمَّا الْمُلُوكُ فَتَجَمَّلُوا بِهَا وَأَمَّا الزُّهَّادُ فَنَظَرُوا إِلَيْهَا وَأَبْصَرُوا آفَتَهَا فَتَرَكُوهَا "
قَالَ: وَسُئِلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَنِ الْخَلْقِ، فَقَالَ: " §ضَعْفٌ ظَاهِرٌ وَدَعْوَى عَرِيضَةٌ وَقَالَ: اجْعَلْ مُرَاقَبَتَكَ لِمَنْ لَا يَغِيبُ نَظَرُهُ إِلَيْكَ وَاجْعَلْ شُكْرَكَ لِمَنْ لَا تَنْقَطِعُ نِعَمُهُ عَنْكَ وَاجْعَلْ خُضُوعَكَ لِمَنْ لَا تَخْرُجُ عَنْ مُلْكِهِ وَسُلْطَانِهِ "
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى، ثنا يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ التِّرْمِذِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رِزَامٍ الْآبُلِّيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنِ الْهُجَيْمِيِّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ: {§رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} [الأعراف: 143]، قَالَ: يَا مُوسَى إِنَّهُ لَا يَرَانِي حَيٌّ إِلَّا مَاتَ، وَلَا يَابِسٌ إِلَّا تَدَهْدَهَ وَلَا رَطْبٌ إِلَّا تَفَرَّقَ إِنَّمَا يَرَانِي أَهْلُ الْجَنَّةِ الَّذِينَ لَا تَمُوتُ أَعْينَهُمْ وَلَا تَبْلَى أَجْسَامُهُمْ "
§أَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقُ وَمِنْهُمُ الْحَكِيمُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَرَّاقُ الْبَلْخِيُّ لَهُ الْكُتُبُ فِي الْمُعَامَلَاتِ
أَسْنَدَ الْحَدِيثَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْوَرَّاقَ، يَقُولُ: «§شُكْرُ النِّعْمَةِ مُشَاهَدَةُ الْمِنَّةِ»
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُزَاحِمٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْوَرَّاقَ، يَقُولُ: " §لِلْقَلْبِ سِتَّةُ أَشْيَاءَ: حَيَاةٌ وَمَوْتٌ وَصِحَّةٌ وَسَقَمٌ وَيَقَظَةٌ وَنَوْمٌ، فَحَيَاتُهُ الْهُدَى وَمَوْتُهُ الضَّلَالَةُ وَصِحَّتُهُ الطَّهَارَةُ -[236]- وَالصَّفَاءُ وِعِلَّتُهُ الْكُدُورَةُ وَالْعَلَاقَةُ وَيَقَظَتُهُ الذِّكْرُ وَنَوْمُهُ الْغَفْلَةُ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْ ذَلِكَ عَلَامَةٌ فَعَلَامَةُ الْحَيَاةِ الرَّغْبَةُ وَالرَّهْبَةُ وَالْعَمَلُ بِهَا، وَالْمَيِّتُ بِخِلَافِ ذَلِكَ، وَعَلَامَةُ الصِّحَّةِ اللَّذَّةُ، وَالسَّقَمُ بِخِلَافِ ذَلِكَ، وَعَلَامَةُ الْيَقَظَةِ السَّمْعُ وَالْبَصَرُ، وَالنَّائِمُ بِخِلَافِ ذَلِكَ "
الصفحة 235