كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 10)
سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي عِمْرَانَ الْهَرَوِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ النُّجَيْدِ، يَقُولُ: قَالَ شَاهُ الْكَرْمَانِيُّ: «§مَنْ صَحِبَكَ وَوَافَقَكَ عَلَى مَا تُحِبُّ وَخَالَفَكَ فِيمَا يَكْرَهُ فَإِنَّمَا يَصْحَبُ هَوَاهُ وَمَنْ صَحِبَ هَوَاهُ فَهُوَ يَطْلُبُ رَاحَةَ الدُّنْيَا»
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرِو بْنَ نُجَيْدٍ، يَقُولُ: قَالَ شَاهُ الْكَرْمَانِيُّ: «§عَلَامَةُ الرُّكُونِ إِلَى الْبَاطِلِ التَّقُرُّبُ إِلَى الْمُبْطِلِينَ»
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مُوسَى، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ الْفَارِسِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْأَنْصَارِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ شَاهَ بْنَ شُجَاعٍ، يَقُولُ: " §الْفَضْلُ لِأَهْلِ الْفَضْلِ مَا لَمْ يَرَوْهُ فَإِذَا رَأَوْهُ فَلَا فَضْلَ لَهُمْ، وَالْوِلَايَةُ لِأَهْلِ الْوِلَايَةِ مَا لَمْ يَرَوْهَا فَإِذَا رَأَوْهَا فَلَا وِلَايَةَ لَهُمْ، وَقَالَ: الْمُعْجَبُ بِنَفْسِهِ مَحْجُوبٌ عَنْ رَبِّهِ "
ذَكَرَ لِي أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: " §كُنْتُ عِنْدَ سَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ جَالِسًا فَسَقَطَتْ بَيْنَنَا حَمَامَةٌ فَجَعَلْتُ أُنَحِّيهَا فَقَالَ سَهْلٌ: أَطْعِمْهَا وَاسْقِهَا فَقُمْتُ فَفَتَّتُ لَهَا خُبْزًا وَوضِعَتْ لَهَا مَاءَ فَلَقَطَتِ الْخُبْزَ وَسَقَطَتْ عَلَى الْمَاءِ فَشَرِبَتْ وَمَضَتْ طَائِرَةً، فَقُلْتُ لِسَهْلٍ: أَيُّ شَيْءٍ هَذَا الطَّيْرُ؟ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَاتَ أَخِي بِكَرْمَانَ فَجَاءَتْ هَذِهِ تُعَزِّينِي بِهِ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَأَظُنُّهُ ذَكَرَ شَاهَ بْنَ شُجَاعٍ وَكَانَ مِنَ الْأَبْدَالِ، فَكَتَبْتُ تَارِيخَ الْيَوْمِ وَالْوَقْتَ فَقَدِمَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ كَرْمَانَ فَعَزَّوْنَا فِيهِ وَذَكَرُوا أَنَّهُ مَاتَ فِي الْيَوْمِ وَالْوَقْتِ الَّذِي سَقَطَتْ عِنْدَنَا الْحَمَامَةُ "
وَأَنْشَدَ أَبُو عَامِرٍ قَالَ: أَنْشَدَنِي عَبْدُ اللَّهِ الْأَفْرُقُوهِيُّ لِشَاهِ بْنِ شُجَاعٍ:
[البحر البسيط]
§وَاللَّهِ مَا اللَّهُ يَبْدُو لَكُمْ وَبِكُمْ ... وَاللَّهِ وَاللَّهِ مَا هَذَا هُوَ اللَّهُ
فَهَذِهِ أَحْرُفٌ تَبْدُوَ لَكُمْ وَبِكُمْ ... إِذَا تَمَعَّنْتَ مَعْنَاهَا هُوَ اللَّهُ
§يُوسُفُ الرَّازِيُّ وَمِنْهُمُ الْمُتَخَلِّي مِنْ رُؤْيَةِ النَّاسِ الْمُتَحَلِّي بِالْإِخْلَاصِ خِيفَةَ رَبِّ النَّاسِ تَارِكٌ لِلتَّزَيُّنِ وَالتَّصَنُّعِ مَفَارِقٌ لِلتَّلَوُّنِ وَالتَّمَتُّعِ أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْنُ الْحُسَيْنِ الرَّازِيُّ، كَانَ وَحِيدًا فَرِيدًا وَعَلَى الْمُتَنَطِّعِينَ شَدِيدًا صَحِبَ ذَا النُّونِ الْمِصْرِيَّ -[239]-، وَأَبَا تُرَابٍ النَّخْشَبِيَّ، وَأَبَا سَعِيدٍ الْخَزَّازَ
الصفحة 238