كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 10)
قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ، يَقُولُ: " §أَصْلُ الْعَدَاوَةِ مِنْ ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ: مِنَ الطَّمَعُ فِي الْمَالِ وَالطَّمِعِ فِي إِكْرَامِ النَّاسِ وَالطَّمِعِ فِي قَبُولِ النَّاسِ "
قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ، يَقُولُ: «§الْخَوْفُ مِنَ اللَّهِ يُوَصِّلُكُ إِلَى اللَّهِ وَالْكِبْرُ وَالْعُجْبُ فِي نَفْسِكَ يَقْطَعُكَ عَنِ اللَّهِ، وَاحْتِقَارُ النَّاسِ فِي نَفْسِكَ مَرَضٌ لَا يُدَاوَى»
وَقَالَ أَبُو عُثْمَانَ: «§سُرُورُكَ بِالدُّنْيَا أَذْهَبَ سُرُورَكَ بِاللَّهِ عَنْ قَلْبِكَ، وَخَوْفُكَ مِنْ غَيْرِ اللَّهِ أَذْهَبَ خَوْفَكَ مِنَ اللَّهِ عَنْ قَلْبِكَ، وَرَجَاؤُكَ مِمَّنْ دُونَهُ أَذْهَبَ رَجَاءَكَ لَهُ عَنْ قَلْبِكَ»
وَقَالَ أَبُو عُثْمَانَ: «§حَقٌّ لِمَنْ أَعَزَّهُ اللَّهُ بِالْمَعْرِفَةِ أَنْ لَا يُذِلَّ نَفْسَهُ بِالْمَعْصِيَةِ»
وَقَالَ أَبُو عُثْمَانَ: «§أَصْلُ التَّعَلُّقِ بِالْخَيْرَاتِ قُصُورُ الْأَمَلِ»
وَقَالَ أَبُو عُثْمَانَ: «§أَنْتَ مَسْجُونٌ مَا تَبِعْتَ مُرَادَكَ وَشَهْوَتَكَ، فَإِذَا فَوَّضْتَ وَسَلَّمْتَ اسْتَرَحْتَ»
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ الرَّازِيَّ، يَقُولُ: لَمَّا تَغَيَّرَ الْحَالُ عَلَى أَبِي عُثْمَانَ وَقْتَ وَفَاتِهِ مَزَّقَ ابْنُهُ أَبُو بَكْرٍ قَمِيصًا كَانَ عَلَيْهِ، فَفَتَحَ أَبُو عُثْمَانَ عَيْنَيْهِ وَقَالَ: «يَا بُنَيَّ §خِلَافُ السُّنَّةِ فِي الظَّاهِرِ رِيَاءٌ بَاطِنٌ فِي الْقَلْبِ»
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ الْمَلَامَتِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ الْوَرَّاقَ، يَقُولُ: سَأَلْتُ أَبَا عُثْمَانَ عَنِ الصُّحْبَةِ، فَقَالَ: «§الصُّحْبَةُ مَعَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِحُسْنِ الْأَدَبِ وَدَوَامِ الْهَيْبَةِ وَالْمُرَاقَبَةِ، وَالصُّحْبَةُ مَعَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاتِّبَاعِ سُنَّتِهِ وَلُزُومِ ظَاهَرِ الْعِلْمِ، وَالصُّحْبَةُ مَعَ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ بِالِاحْتِرَامِ وَالْحُرْمَةِ، وَالصُّحْبَةُ مَعَ الْأَهْلِ وَالْوَلَدِ بِحُسْنِ الْخُلُقِ، وَالصُّحْبَةُ مَعَ الْإِخْوَانِ بِدَوَامِ الْبِشْرِ وَالِانْبِسَاطِ مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا، وَالصُّحْبَةُ مَعَ الْجُهَّالِ بِالدُّعَاءِ لَهُمْ وَالرَّحْمَةِ عَلَيْهِمْ، وَرُؤْيَةِ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْكَ أَنْ عَافَاكَ مِمَّا ابْتَلَاهُمْ بِهِ»
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ، يَقُولُ: «§تَعَزَّزُوا بِعِزِّ اللَّهِ كَيْ لَا تُذَلُّوا»
وَقَالَ أَبُو عُثْمَانَ: «§الْعَاقِلُ مَنْ تَأَهَّبَ لِلْمَخَاوِفِ قَبْلَ وُقُوعِهَا، وَالتَّفْوِيضُ بِمَا جَهِلْتَ عِلْمَهُ إِلَى عَالِمِهِ، وَالتَّفْوِيضُ مُقَدِّمَةٌ لِلرِّضَا، وَالرِّضَا بَابُ اللَّهِ -[246]- الْأَعْظَمُ، وَالذِّكْرُ الْكَثِيرُ أَنْ تَذْكُرَهُ فِي ذِكْرِكَ لَهُ أَنَّكَ لَمْ تَصِلْ إِلَى ذِكْرِهِ إِلَّا بِهِ وَبِفَضْلِهِ»
الصفحة 245