كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 10)
سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْعُثْمَانِيَّ، يَقُولُ: ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ الرَّمْلِيُّ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخَزَّازُ: " §الْمَعْرِفَةُ تَأْتِي الْقَلْبَ مِنْ وَجْهَيْنِ: مِنْ عَيْنِ الْجُودِ وَمِنْ بَذْلِ الْمَجْهُودِ "
سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْجَهْضَمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ الْمُؤَمَّلِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ شَيْخِي أَبَا بَكْرٍ الدَّقَّاقَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عِيسَى، يَقُولُ: «§فَارِقُوا الْأَشْيَاءَ عَلَى الْإِحْكَامِ وَالْوَدَاعِ تَفْرُغْ قُلُوبُكُمْ لِمَا تَسْتَقْبِلُونَ فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ شَيْئًا وَلَمْ يُحْكِمْهُ فَإِنَّهُ رَاجِعٌ إِلَيْهِ وَقْتًا لَا مَحَالَةَ، لِمَا بَقِيَ عَلَيْهِ مِنْهُ، وَفِيمَا تَسْتَقْبِلُونَ شُغْلٌ عَمَّا تُخَلِّفُونَ»
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مُوسَى، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَلِيٍّ الْفُرْغَانِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ الْكَاتِبِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخَزَّازَ، يَقُولُ: «إِنَّ §اللَّهَ عَجَّلَ لِأَرْوَاحِ أَوْلِيَائِهِ التَّلَذُّذَ بِذِكْرِهِ وَالْوُصُولَ إِلَى قُرْبِهِ، وَعَجَّلَ لِأَبْدَانِهِمُ النِّعْمَةَ بِمَا نَالُوهُ مِنْ مَصَالِحِهِمْ وَأَجْزَلَ لَهُمْ نَصِيبَهُمْ مِنْ كُلِّ كَائِنٍ فَعَيْشُ أَبْدَانِهِمْ عَيْشُ الْجَانِينَ، وَعَيْشُ أَرْوَاحِهِمْ عَيْشُ الرَّبَّانِيِّينَ، لَهُمْ لِسَانَانِ لِسَانٌ فِي الْبَاطِنِ يُعَرِّفُهُمْ صُنْعَ الصَّانِعِ فِي الْمَصْنُوعِ، وَلِسَانٌ فِي الظَّاهِرِ يُعَلِّمُهُمْ عِلْمَ الْمَخْلُوقِينَ، فَلِسَانُ الظَّاهِرِ يُكَلِّمُ أَجْسَامَهُمْ، وَلِسَانُ الْبَاطِنِ يُنَاجِي أَرْوَاحَهُمْ»
سَمِعْتُ أَبَا الْفَضْلِ الْهَرَوِيَّ، سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الدَّقَّاقَ، يَقُولُ: انْتَبَهَ يَوْمًا أَبُو سَعِيدٍ الْخَزَّازُ مِنْ غَفْوَتِهِ وَقَالَ: اكَتَبُوا مَا وَقَعَ لِي فِي هَذِهِ الْغَفْوَةِ: «إِنَّ §اللَّهَ جَعَلَ الْعِلْمَ دَلِيلًا عَلَيْهِ لِيُعْرَفَ، وَجَعَلَ الْحِكْمَةَ رَحْمَةً مِنْهُ عَلَيْهِمْ لِيُؤْلَفَ، فَالْعِلْمُ دَلِيلٌ إِلَى اللَّهِ وَالْمَعْرِفَةُ دَالَّةٌ عَلَى اللَّهِ فَبِالْعِلْمِ تُنَالُ الْمَعْلُومَاتُ وَبِالْمَعْرِفَةِ تُنَالُ الْمَعْرُوفَاتُ، وَالْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ وَالْمَعْرِفَةُ بِالتَّعَرُّفِ، فَالْمَعْرِفَةُ تَقَعُ بِتَعْرِيفِ الْحَقِّ، وَالْعِلْمُ يُدْرَكُ بِتَعْرِيفِ الْخَلْقِ ثُمَّ تَجْرِي الْفَوَائِدُ بَعْدَ ذَلِكَ»
سَمِعْتُ أَبَا الْفَضْلِ الطُّوسِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ غُلَامَ الدَّقَّاقِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ السُّكَّرِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخَزَّازَ، يَقُولُ: «§كُلُّ بَاطِنٍ يُخَالِفُ ظَاهِرًا فَهُوَ بَاطِلٌ»
سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ -[248]- مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الْكَتَّانِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخَزَّازَ، يَقُولُ: «§لِلْعَارِفِينَ خَزَائِنُ أَوْدَعُوهَا عُلُومًا غَرِيبَةً، وَأَنْبَاءً عَجِيبَةً يَتَكَلَّمُونَ بِهَا بِلِسَانِ الْأَبَدِيَّةِ وَيُخْبِرُونَ عَنْهَا بِعِبَارَةِ الْأَزَلِيَّةِ»
الصفحة 247