كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 10)
سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الْعُثْمَانِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرَّازِيَّ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخَزَّازُ: " §كُلُّ مَا فَاتَكَ مِنَ اللَّهِ سِوَى اللَّهِ يَسِيرٌ وَكُلُّ حَظٍّ لَكَ سِوَى اللَّهِ قَلِيلٌ، وَقَالَ: النَّاسُ فِي الْفَرَحِ بِاللَّهِ عَلَى أَرْبَعِ طَبَقَاتٍ: إِنَّمَا هُوَ الْمُعْطِي وَالْمُعْطَى وَالْإِعْطَاءُ وَالْعَطَاءُ فَمِنَ النَّاسِ مَنْ فَرِحَ بِالْمُعْطِي وَمِنْهُمْ مَنْ فَرِحَ بِالْمُعْطَى وَهُوَ نَفْسُهُ وَمِنْهُمْ مَنْ فَرِحَ بِالْإِعْطَاءِ وَمِنْهُمْ مَنْ فَرِحَ بِالْعَطَاءِ، فَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ فَرَحُكَ فِي الْعَطَاءِ بِالْمُعْطِي وَلَذَّتُكَ فِي اللَّذَّاتِ بِخَالِقِ اللَّذَّاتِ وَتَنَعُّمُكَ فِي النِّعَمِ بْالْمُنْعِمِ دُونَ النِّعَمِ لِأَنَّ ذِكْرَ النِّعْمَةِ عِنْدَ ذِكْرِ الْمُنْعِمِ حِجَابٌ، وَرُؤْيَةَ النِّعْمَةِ عِنْدَ رُؤْيَةِ الْمُنْعِمِ حِجَابٌ "
أَسْنَدَ الْحَدِيثَ: فَمِنْ مَسَانِيدِهِ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَسْرُورٍ الْقَوَّاسُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْخَزَّازُ الْبَغْدَادِيُّ الصُّوفِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغِفَارِيُّ، ثنا جَابِرُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§سُوءُ الْخُلُقِ شُؤْمٌ وَشِرَارُكُمْ أَسْوَؤُكُمْ خُلُقًا»
§أَحْمَدُ النُّورِيُّ وَمِنْهُمْ أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَعْرُوفُ بِالنُّورِيُّ أَحَدُ الْأَئِمَّةِ لَهُ اللِّسَانُ الْجَارِي بِالْبَيَانِ الصَّافِي فِي أَسْرَارِ الْمُتَوَجِّهِينَ إِلَى الْبَارِي لَقِيَ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي الْحَوَارِيِّ وَصَحِبَ سَرِيًّا السَّقَطِيَّ، يُعْرَفُ بِابْنِ الْبَغَوِيِّ سَمِعْتُ عَبْدَ الْمُنْعِمِ بْنَ حَيَّانَ، يَحْكِي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْأَعْرَابِيِّ، مِحْنَتَهُ وَغَيْبَتَهُ عَنْ إِخْوَانِهِ، فِي أَيَّامِ مِحْنَةِ غُلَامِ الْخَلِيلِ وَأَنَّهُ أَقَامَ بِالرَّقَّةِ سِنِينَ مُتَخَلِّيًا عَنِ الْإِينَاسِ ثُمَّ عَادَ بَعْدَ الْمُدَّةِ الْمَدِيدَةِ إِلَى بَغْدَادَ وَفَقَدَ أُنَاسَهُ وَجُلَّاسَهُ -[250]- وَأَشْكَالَهُ وَانْقَبَضَ عَنِ الْكَلَامِ، لِضَعْفٍ فِي بَصَرِهِ وَانْحِلَالٍ فِي جِسْمِهِ وَقُوَّتِهِ
الصفحة 249