كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 10)

وَفِيمَا كَتَبَ إِليَّ جَعْفَرٌ، وَحَدَّثَنِي عَنْهُ، مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ رُوَيْمًا يَقُولُ: " §الصَّبْرُ تَرْكُ الشَّكْوَى، وَالرِّضَاءُ اسْتِلْذَاذَ الْبَلْوَى، وَالْيَقِينُ الْمُشَاهَدَةُ، وَالتَّوَكُّلُ إِسْقَاطُ رُؤْيَةِ الْوَسَائِطِ، وَالتَّعَلُّقُ بِأَعْلَى الْوَثَائِقِ، وَالْأُنْسُ أَنْ تَسْتَوْحِشَ مَنْ سِوَى مَحْبُوبِكَ، وَسُئِلَ عَنِ الْمَحَبَّةِ، فَقَالَ: الْمُوَافَقَةُ فِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ وَأَنْشَدَ: وَلَوْ قُلْتَ لِي مُتْ مُتُّ سَمْعًا وَطَاعَةً وَقُلْتُ لِدَاعِي الْمَوْتِ أَهْلًا وَمَرْحَبَا وَقِيلَ لَهُ: كَيْفَ حَالُكَ؟ فَقَالَ: كَيْفَ يَكُونُ حَالُ مَنْ دِينُهُ هَوَاهُ وَهِمَّتُهُ شَقَاؤُهُ لَيْسَ بِصَالِحٍ نَقِيٍّ وَلَا عَارِفٍ تَقِيٍّ " قَالَ الشَّيْخُ: ذَكَرْنَا لِجَدِّهِ حَدِيثًا مُسْنِدًا لِمُوَافَقَةِ اسْمِهِ اسْمَهُ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، ثنا رُوَيْمُ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَمْشِي قُدَّامَ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: «يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ §-[302]- أَتَمْشِي قُدَّامَ رَجُلٍ مَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ عَلَى رَجُلٍ مُسْلِمٍ خَيْرٍ مِنْهُ؟» قَالَ: فَمَا رُئِيَ أَبُو الدَّرْدَاءِ بَعْدَ هَذَا يَمْشِي إِلَّا خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ " حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْأَخْرَمُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ نَاصِحٍ الْمُخَرِّمِيُّ، ثنا رُوَيْمُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، مِثْلَهُ

الصفحة 301