كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 10)
أَسْنَدَ الْحَدِيثَ الْكَثِيرَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْوَلِيدِ الْفَسَوِيُّ، ثنا نَصْرُ بْنُ الْحَرِيشِ الصَّامِتُ، ثنا الْمُشْمَعِلُّ بْنُ مِلْحَانَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " §كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْتَتِحُ الصَّلَاةَ بِالتَّكْبِيرِ وَيَفْتَتِحُ الْقِرَاءَةَ بِـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2] "
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبَانَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سِنِينَ، ثنا نَصْرُ بْنُ الْحَرِيشِ الصَّامِتُ، ثنا الْمُشْمَعِلُّ بْنُ مِلْحَانَ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ سَالِمٍ الْأَفْطَسِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §صَلُّوا عَلَى مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَصَلُّوا خَلْفَ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ "
§مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَغْدَادِيُّ وَمِنْهُمُ الْمُتَوَكِّلُ السَّابِحُ وَالْمُتَجَرِّدُ الرَّائِحُ كَانَ لِفُنُونِ الْعِلْمِ جَامِعًا وَكَلَامُهُ لِلْقُلُوبِ نَافِعًا شَيْخُ الْقَوْمِ وَلِسَانُهُمْ فِي الْمَحَبَّةِ وَالشَّوْقِ وَالْأُنْسِ وَالْقُرْبِ وَمَوَارِدِ الْقُلُوبِ وَمَعَانِي الْخُطُوبِ وَصَفَاءِ الذِّكْرِ وَنَقَاءِ السِّرِّ يَحُثُّ عَلَى تَصْحِيحِ الْأَعْمَالِ وَالتَّخَفُّفِ عَنِ الْأَثْقَالِ، جَالَسَ الْإِمَامَ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ وَبِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، وَكَانَ يَقُولُ: لَا يَكُونُ الصُّوفِيُّ صُوفِيًّا حَتَّى لَا يُسْمَعَ لَهُ صَوْتٌ وَلَا يُوطَأُ لَهُ عَقِبٌ وَلَا تَكُونُ لَهُ رِئَاسَةٌ، أَبُو حَمْزَةَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَغْدَادِيُّ، كَانَ مَوْلَى عِيسَى بْنِ أَبَانَ الْقَاضِي عُرِفَ لَهُ آيَاتٌ وَكَرَامَاتٌ تَقَدَّمُ لَهُ ذِكْرٌ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مِقْسَمٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْخَيَّاطُ الصُّوفِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَمْزَةَ، يَقُولُ: " §سَافَرْتُ سَفْرَةً عَلَى التَّوَكُّلِ فَبَيْنَا أَنا أَسِيرُ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَالنَّوْمُ فِي عَيْنِي إِذْ وَقَعْتُ فِي بِئْرٍ فَرَأَيْتُنِي قَدْ حُصِرْتُ فِيهَا فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَى الْخُرُوجِ لِبُعْدِ مُرْتَقَاهَا وَطُولِهَا فَجَلَسْتُ فِيهَا، فَبَيْنَا أَنا جَالِسٌ إِذْ وَقَفَ عَلَى رَأْسِهَا رَجُلَانِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: لَا نَجُوزُ وَنَتْرُكُ هَذِهِ فِي طَرِيقِ السَّابِلَةِ وَالْمَارَّةِ، فَقَالَ -[321]- الْآخَرُ: فَمَا نَصْنَعُ؟ قَالَ: نَطْمِسُهَا، قَالَ: فَبَدَرَتْ نَفْسِي أَنْ تَقُولَ: أَنَا فِيهَا فَتَوَقَّفْتُ فَنُودِيتُ تَتَوَكَّلُ عَلَيْنَا وَتَشْكُو بَلَاءَنَا إِلَى سِوَانَا فَسَكَتُّ فَمَضَيَا ثُمَّ رَجَعَا وَمَعَهُمَا شَيْءٌ جَعَلَاهُ عَلَى رَأْسِهَا غَطَّوْهَا بِهِ فَقَالَتْ لِي نَفْسِي: أَمِنْتَ طَمْسَهَا وَلَكِنْ حَصَلْتَ مَسْجُونًا فِيهَا فَمَكَثْتُ يَوْمِي وَلَيْلَتِي فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ نَادَانِي شَيْءٌ يَهْتِفُ بِي وَلَا أَرَاهُ: تَمَسَّكْ بِي شَدِيدًا فَظَنَنْتُ أَنَّهُ جِنِّيٌّ فَمَدَدْتُ يَدِي أَلْتَمِسُ مَا أُرِيدُ أَنْ أَتَمَسَّكَ بِهِ فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى شَيْءٍ خَشِنٍ فَتَمَسَّكْتُ فَعَلَّاهَا وَطَرَحَنِي فَتَأَمَّلْتُ فَوْقَ الْأَرْضِ فَإِذَا هُوَ سَبُعٌ فَلَمَّا رَأَيْتُهُ لَحِقَ نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ مَا يُلْحَقُ مِنْ مِثْلِهِ، فَهَتَفَ بِي هَاتِفٌ: يَا أَبَا حَمْزَةَ اسْتَنْقَذْنَاكَ مِنَ الْبَلَاءِ بِالْبَلَاءِ وَكَفَيْنَاكَ مَا تَخَافُ " قَالَ الشَّيْخُ: هَذِهِ الْحِكَايَةُ قَدْ تَقَدَّمَتْ فِيمَا رَوَيْتُهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، عَنِ الشِّبْلِيِّ وَأَعَدْتُهَا لِأَنَّ رِوَايَةَ ابْنِ مِقْسَمٍ أَعْلَى
الصفحة 320